بعد كل من محطتي واشنطن ومدريد، حل المبعوث الأممي إلى الصحراء، كريستوفر روس، أول أمس الاثنين، بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث أجرى محادثات مع مسؤولي الدبلوماسية الفرنسية، في إطار جولته في دول ما يعرف ب»مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية»، من أجل حشد الدعم لجولة التفاوض المقبلة، التي من المحتمل أن تجمع كلا من المغرب والبوليساريو على طاولة المفاوضات. وجدد مسؤولو الدبلوماسية الفرنسية، خلال استقبالهم للمبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء، دعمهم للموقف المغربي القاضي بتمتيع الأقاليم الجنوبية للمملكة بحكم ذاتي موسع، وهو الاقتراح الذي كان المغرب قد تقدم به سنة 2007، ووصفه مجلس الأمن بأنه «مقترح جدي وذو مصداقية»، بينما رفضته جبهة البوليساريو، معلنة تشبثها بتقرير المصير. وفي هذا السياق، قال فيليب لاليو، الناطق باسم الخارجية الفرنسية، إن «فرنسا تدعم منذ أمد بعيد، حلاً يجب أن يكون عادلاً ودائماً ومتفقاً عليه بصورة متبادلة، تحت إشراف الأممالمتحدة وبموجب قرارات مجلس الأمن، وهي بذلك تساند جهود كريستوفر روس من أجل مواصلة المفاوضات بين الأطراف، كما تدعم فرنسا الخطة المغربية للحكم الذاتي، كما تم عرضها في 2007، والتي تشكل قاعدة جدية تحظى بالمصداقية لحل تفاوضي». من جهته، أكد عبد الفتاح الفاتحي، الباحث المتخصص في قضايا الصحراء والشأن المغاربي، أن الموقف الفرنسي من قضية الصحراء هو موقف تاريخي، «إذ إن فرنسا لا تتصور أي حل لقضية الصحراء خارج نطاق الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كأساس لحل نزاع الصحراء، وهو ما لمسه روس من خلال مباحثاته مع المسؤولين الفرنسيين». وأضاف الفاتحي في تصريحه ل«المساء»، أن مواقف الدول التي زارها روس لحد الآن كلها تصب في مصلحة المغرب، «بعد أن فشلت جبهة البوليساريو في تأليب المنتظم الدولي على المغرب بعد الأحكام الصادرة في حق المتهمين في أحداث مخيم اكديم إيزيك، وهو ما عكسته تقارير المنظمات والمراقبين الدوليين، والذين أكدوا بأن المحاكمة مرت في أجواء جيدة ووفرت فيها كل شروط المحاكمة العادلة».