تنعقد يوم غد (الاثنين) جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو في العاصمة النمساوية فينا، بإشراف كريستوفر روس مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بنزاع الصحراء. ويأمل روس أن تقود هذه الجولة التي ستعقد في اجتماعات مغلقة إلى كسر الجمود الحالي، وطلب المبعوث الأممي من الجانبين أن تتولى رئاسة كل وفد شخصية لها قدرة على اتخاذ القرار، أو التمهيد لأن تكون المحادثات على مستوى سياسي أعلى. ولا يعرف بعد من سيقود وفدي الجانبين إلى المحادثات. ولا تتوقع مصادر الرباط أن تؤدي المحادثات إلى تقدم نحو تسوية نهائية لنزاع ظل قائما منذ عام 1975. وقال أحمد ولد السويلم، وهو أحد القادة المؤسسين للبوليساريو، والذي أنشق أخيرا عن الجبهة وعاد للمغرب، إنه لا يتوقع أي نتيجة من هذه المفاوضات. وأشار السويلم في تصريحات أدلى بها في الرباط إلى أن البوليساريو لا تريد مفاوضات جدية. في حين لم تصدر تعليقات من البوليساريو حول محادثات فيينا. وتجري هذه المفاوضات المتعثرة بناء على قرار مجلس الأمن رقم 1871، الذي دعا إلى محادثات مباشرة بين الجانبين، ومدد القرار نفسه فترة انتشار بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية حتى نهاية أبريل (نيسان) المقبل. ورحب وقتها المغرب والجزائر والبوليساريو بالقرار الذي جاء متوازنا، بيد أن القرار نفسه اشتمل على تنويه بجهود المغرب «الجدية وذات المصداقية» لحل النزاع. في حين دعت الجزائر في وقت سابق إلى مفاوضات مباشرة لكن «دون شروط مسبقة»، ويقول المغاربة إن اقتراح حكم ذاتي موسع للصحراء هو الحل الذي يوجد على الطاولة، والذي يمكن أن يؤدي إلى تسوية النزاع، في حين لا تزال جبهة البوليساريو متمسكة بتنظيم استفتاء في الإقليم وحق تقرير المصير للصحراويين. وتميل واشنطن إلى مساندة الموقف المغربي، وتقول إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إنها تدعم جهود المبعوث كريستوفر روس (أميركي) وتؤيد المساعي الأممية. وقال مصدر في الخارجية الأميركية ل«الشرق الأوسط»: «نحن نتطلع إلى أن تؤدي هذه الجهود إلى حل سلمي دائم ومتفق عليه». يشار إلى أن أربع جولات من المباحثات المباشرة بين المغرب والبوليساريو في ضاحية مانهاست بنيويورك أخفقت في التوصل إلى تحقيق تقدم.