موسيقي وشاعر، يعتبر من رواد ومؤسسي الأغنية الأمازيغية، ولد سنة 1870 بمدشر «ءانون عدو» بجماعة «ويجان» منطقة تيزنيت، درس بكتاب المسجد، لكن الظروف حالت دون إكمال دراسته بسبب الحاجة إلى إعالة أمه وإخوته الصغار، اشتغل راعيا للغنم في «ئيدا أو باعقيل» في غابات «أركان» و«آنزي»، فكانت بداية لموهبته الفنية والشعرية. تفوق الحاج بلعيد على مجايليه من الروايس، الذين كان لهم السبق في التسجيل ما بين 1930 و 1936 أمثال : بيهي بن بوعزة، محمد بودراع التازروالتي، أحمد بن سعيد، محمد بن الحسن، مولاي علي الشحيفة، وبوبكر أزعري وغيرهم، نظرا لتألقه وبراعته وتفرده في طريقة وحسن الإلقاء الخارج عن الرتابة والابتذال، والعزف الذي لم يتقنه إلا القليل من الفنانين الذين عاصروه أمثال: عبد النبي التناني، مبارك بولحسن، بوبكر أنشاد والرايس بوجمعة الراسلوادي. وقد اهتم عدد من الدارسين بمنتوج هذا المبدع الكبير، بتقديم بحوثهم الجامعية لنيل الإجازة والماستر من بينها «شعر الشهادة عند الحاج بلعيد» و«شعر نفس الفنان» للأستاذ بن يحيا الحسين الوجاني. قام الحاج بلعيد بعدة جولات ورحلات في حياته، باعتبارها متنفسا ومصدرا حقيقيا لإبداعه الشعري، من خلال قصائده : (لا خبار ن فاس، ؤلا مراكش نخ أر أكلميم، أف راد أسيخ لمعنا، ليس ريغ أتيد ئينيغ)، كما زار عددا من الأقطار العربية مثل: مصر سوريا، تركيا، فلسطين والحجاز، حيث قضى سنتين من التجوال، لينشد أطول قصيدة عن الحج بعد أداء الفريضة، ترجم له للعربية الكاتب محمد مستاوي، الذي أصدر كتابا جمع فيه أشعار الرايس الحاج بلعيد سنة 1996، ضمن سلسلة أعلام الأدب المغربي الأمازيغي. توفي الحاج الرايس بلعيد سنة 1945، في صمت، صادف فترة عرفت تقلبات سياسية نتيجة الحرب العالمية الثانية، وما سببته من مجاعات وأوبئة وكوارث طبيعية.