«ما أثار غضب الملك هو لماذا تمنح السلطات الإسبانية الجنسية للصحراويين فقط وليس للريفيين أو أبناء سيدي إفني رغم أن هؤلاء أيضا كانوا مستعمرين من طرف إسبانيا»، التصريح لدبلوماسي مغربي بإسبانيا منحه ليومية «إلباييس» أول أمس، على خلفية القرار الملكي الأخير القاضي بإنهاء مهمة أحمد لخريف ككاتب للدولة في الخارجية. المسؤول الدبلوماسي أضاف، في تصريحه ل«إلباييس»، قائلا «هذه التفرقة بين مغاربة ومغاربة هي تدخل في الشؤون الداخلية للمغرب»، ويستطرد المسؤول الدبلوماسي المغربي: «إسبانيا عندما تقوم بذلك فهي لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء». «إلباييس» أكدت في خبرها، الذي نشرته أول أمس، أن المبادرة الملكية الأخيرة لا تعبر عن «وجود صداقة بين المغرب وإسبانيا»، والتعبير مترجم حرفيا عن اليومية الأكثر قربا من دواليب الحكم في إسبانيا ومن رئيس الوزراء الإسباني خوصي لويس رودريغيز زاباتيرو، وتضيف الجريدة: «خصوصا وأن ما وقع حدث قبل أقل من أسبوع من انعقاد أشغال الدورة التاسعة للاجتماع الإسباني المغربي رفيع المستوى في مدريد والتي انتهت بتوقيع اتفاقية تمويل مشاريع للتنمية بالمغرب بقيمة 520 مليون أورو». من جانبه، ذكر موقع «البيريوديكو» الإسباني أن القرار الملكي فاجأ العديد من المسؤولين الإسبان في المغرب، وكتب الآتي: «التدبير الملكي فاجأ المسؤولين الإسبان في المغرب. ومع ذلك، تذكر «البيريوديكو» على لسان مسؤول مغربي أنه كان على لخريف أن يكون حذرا في ما يقوم به نظرا إلى حساسية الموضوع ونظرا إلى موقعه الهام في الدبلوماسية المغربية». وكانت السلطات الإسبانية أقرت خطة منح رعايا صحراويين الجنسية وفق معايير تشمل الإقامة في شبه الجزيرة الإيبيرية أو الدراسة أو العمل، وتعتبر إقالة الوزير لخريف أول رد فعل رسمي يصدر من الرباط حول هذه الخطة التي يُستبعد أن يكون لها تأثير سلبي على مسار علاقات البلدين. للإشارة، فقد نفى أحمد لخريف، كاتب الدولة في الخارجية، الذي أقيل قبل بضعة أيام، أن تكون أسباب إعفائه من مهامه تعود إلى وجود اتصالات هاتفية أجراها مع جهات إسبانية، أو إلى كونه حضر حفل زفاف مسؤول في البوليساريو، وبدا لخريف، الذي تحدث أمس إلى «المساء»، غاضبا إثر هذه الاتهامات التي نشرتها بعض الصحف، وقال: «يمكنني أن أتسامح مع من يطعنون في شخصي، ولكنني لن أتسامح مع من يطعنون في وطنيتي ويتهمونني بالخيانة». وأكد كاتب الدولة المقال أنه سيلجأ إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة في مواجهة من نشر أخبارا تفيد بأنه متورط في خيانة بلده، إلا أنه لم يوضح ما إذا كان سيلجأ إلى القضاء أم لا. لكن لخريف لم ينف اتصاله بأفراد من البوليساريو، وقال: «نعم تكلمت معهم، وهذه هي مهمتي، لأن رسالتي تقتضي ذلك»، وأضاف: «أسباب اتصالي بهؤلاء الإخوان هي إقناعهم بالعودة إلى المغرب لا أقل ولا أكثر».