واكب احتجاجَ حوالي 2000 شخص من مُرحَّلي كاريان «السكويلة» في منطقة أهل الغلام في سيدي مومن بالدار البيضاء صباح أمس الجمعة إنزالٌ أمنيّ، وُصف ب«المكثف»، تحسبا لأي انفلات أو تطورات بسبب نزول أعداد كبيرة من المتضرّرين إلى الشارع تعبيرا عن احتجاجهم على ما وصفوه ب«إقصاء» مجموعة من الحالات الإنسانية والاجتماعية، حيث أكد العديد من المحتجّين، في اتصالات ب«المساء»، أن عدة أسر تعيش في الشارع منذ أن تم هدم دورها الصفيحية. وقد استنجد المُحتجّون بالملك، مطالبين ب»إنقاذهم من التشرد». وصرّح بعض المنتخبين ل»المساء» بأن الملف يأخذ طابعا «خطيرا» بسبب حجم معاناة المُرَحَّلين، وقد أضحى «أزمة اجتماعية في منطقة سيدي مومن». وأكد المحتجّون أنفسُهم أنّ من بين المقصيّين الذين تم هدم دُورهم الصفيحية «أيتام وأرامل ومطلقات وأشخاص في وضعية إعاقة»، في الوقت الذي تفاجأ هؤلاء باستفادة «عزاب وعازبات، بل وأشخاص آخرين لم يسبق لهم أن قطنوا بهذا الحي نهائيا». وطالب المحتجّون الجهات العليا بالتدخل من أجل فتح تحقيق نزيه في هذا الملف والوقوف على الاختلالات التي قالوا إنها «الميزة التي تطبع برنامج إعادة إسكان دور الصفيح في دوار السكويلة». وعبّرت المصادر ذاتها عن استنكارها ما وصفته ب»الطريقة التي تتم بها صياغة هذا الملف»، مؤكدين أن «الهدم تم دون مراعاة وضعيات المتضررين وحالة التشرد التي وجدوها في واقعهم مباشرة بعد عملية الهدم»، مؤكدين أن أغلبهم يعانون مع أطفالهم في الشارع «دون رحمة»، خاصة مَن تعذر عليهم توفير سكن لائق بسبب ارتفاع السومة الكرائية، موازاة مع الطلب المكثف على السكن بسبب عملية هدم آخر براكة في دوار السكويلة. وعبر المُتضرّرون عن عزمهم على مواصلة الاحتجاج والتصعيد إلى أن تتم الاستجابة لمطلبهم الاجتماعيّ في الاستفادة وفي توفير سكن لائق، بعدما وقفوا على جملة من الاختلالات التي جعلت أوضاعهم أكثر سوءا من السابق، بعدما كانوا -على الأقلّ- يحتمون بصفيح قصديريّ يقيهم من شر الشارع ومن أداء سومة كرائية يعجزون عن أدائها، مضيفين أنه «لو كان بمقدورهم ذلك لَما «صبروا» على العيش المُهين في دوار السكويلة طيلة عشرات السنين».