وجهت ستة من المسؤولات العاملات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، شكاية إلى المندوب الإقليمي للصحة، تتوفر «المساء» على نسخة منها، يتهمن فيها رئيس قسم الولادة بنفس المستشفى بنعتهن ب«حريم السلطان»، خلال اجتماع احتضنته قاعة الاجتماعات بالمندوبية مؤخرا، حضره المندوب الإقليمي ومدير المستشفى وعدد من الأطباء والموظفين، وهي العبارة التي اعتبرتها المسؤولات «إهانة سافرة في حق أزواجهن»، وحملت المشتكيات المسؤولية إلى مدير المستشفى والمندوب الإقليمي اللذين كانا حاضرين أثناء اللقاء. يذكر أن الموظفات الموقعات على الشكاية هن (رئيسة قسم النظافة، ورئيسة قطب الشؤون الإدارية والاقتصادية، ومسؤولة عن وحدة التغذية، ومسؤولة قسم برمجة العلاجات التمريضية، ومسؤولة قسم الجودة وموظفة بقطب العلاجات التمريضية) . كما وجهت رئيسة قسم نظافة المستشفى، مجيدة مطران، شكاية أخرى إلى المندوب الإقليمي مرفوقة بعريضة تحمل 50 توقيعا للعاملات والعاملين بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، تحتج فيها على تعرضها «لاعتداء لفظي عنيف وبكلمات نابية» قالت إنها تستحي من ذكرها من طرف رئيس القسم المذكور، واعتبرت المعنية كذلك أن عبارة «حريم السلطان» التي نعتهن بها رئيس القسم خلال الاجتماع، تحمل «معاني قدحية توحي بأن الموظفات المذكورات لهن علاقة غير وظيفية بالسيد مدير المستشفى»، وقالت المشتكية كذلك في شكايتها، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، إن الطبيب المعني «تمادى في زعزعة السير العادي للاجتماع، واتجه نحوها متهما إياها بعدم الاشتغال ودوام الغياب»، مؤكدة أنها طيلة 18 سنة من العمل بالمستشفى لم تتلق أية رسالة استفسارية. في المقابل، قال رئيس قسم الولادة، عبد الكريم زبيدي، في تصريح ل«المساء» إن نفس المجموعة من الموظفات تكون وراء الاحتجاج ضده في كل مناسبة، وهم أربعة عناصر يتمنون رحيله ليخلو لهم الجو بالقسم، وردد الزبيدي أكثر من مرة أن المستشفى «خانز» و»متسخ»، وقال إن العبارة قصد بها أن المستشفى ليس نظيفا وأنه ليس مقرا للأميرات والخدم الأنقياء كقصر حريم السلطان، وأنه لم يقبل باستمرار تحرير تقارير وصفها بالمجانبة للصواب حول وضعية النظافة بالمستشفى، مؤكدا، في تصريحه، أن قسم الولادة مليء بالقطط وتسكنه أزيد من 9 قطط، ونفى الزبيدي وجود أبسط ظروف النظافة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس وبقسم الولادة خصوصا، معترفا بأن المرضى ينامون وسط «الخنز». إلى ذلك، يتساءل المواطنون وعدد من المتتبعين للشأن المحلي بالجديدة، عن سر استمرار وزارة الصحة في نهج سياسة «رفع اليد» إزاء ما يحدث من صراعات وتجاذبات وتبادل الاتهامات من حين لآخر بين العاملين بقسم الولادة، والتي يعد المواطنون والمرضى أكبر خاسر فيها، إذ لم يعد أحد يجهل أسرار الصراعات المخيمة على قسم الولادة منذ سنوات، والتي باتت تستوجب تدخلا حاسما من الحسين الوردي، لإظهار حقيقة ما يقع بأحد أهم الأقسام بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة.