أن أصبح طبيبا أو مهندسا أو طيارا أن أتعلم الرسم والرقص والعزف على البيانو أن تقول لي أستاذة الغناء مرة واحدة قبل أن تموت: «برافو» أن أصدح تحت الدوش: «يا وردة في خيالي» دون أن يطلب مني أحد أن أسكت أن ينسى المعلم أنه أعطانا تمرينا كي ننجزه في البيت أن يكون الأحد أطول أيام الأسبوع ألا تنتهي العطلة الصيفية أن تعجب بي بنت مدير المدرسة أن أكمل أجوبة الامتحان قبل رنين الجرس ألا يأتي المعلم صباح الاثنين أن أحصل على أعلى نقطة في التربية البدنية والوطنية وحسن السيرة والسلوك أن يحدث زلزال وتتهدم المدرسة ونصبح في عطلة مفتوحة أن أذهب إلى العمل وأكتشف أنه يوم عطلة أن أفتح الصنبور كي أشرب وتتدفق منه «كوكاكولا» أن أتعلم الكاراطي والطيران أن أسكن مع «أليس في بلاد العجائب» أن أتجول بضع دقائق في إشهار «عندك الحق ما احلى كونفيتور عايشة» أن أرى كائنات غريبة تنزل من صحن فضائي أن أكتشف «دافعة أرخميدس» أن ألتقي «كريندايزر» في الغابة المجاورة بعد أن ينام الجميع أن أدعس بقدمي سهوا كتيبة كاملة من «السنافر» أن أذهب إلى مخيم صيفي في «إيفران» وأردد بأعلى صوتي: «ويا لجبال المقابلة جبال...» أن أصبح معلما في مدرسة «بئر انزران» أن ألبس بذلة كاكية وأشارك في استعراض عيد العرش مع فيلق من الجنود الصغار أن أحصل على دراجة بعد نجاحي في الشهادة الابتدائية أن أصير حارس مرمى فريق الحي أن أكسر مصابيح الكوميسارية وأسنان مدرس العربية أن أحفر اسمي على عمود الكهرباء المجاور لبيتنا أن أصبح مفتول العضلات أن يكون شعري أشقر أن أتحدث الإنكليزية دون لكنة أن أهدي باقة ورد إلى معلمة التحضيري أن أحفظ سورة الكرسي والبقرة والكهف أن تسكن العائلة في فاس ألا يسقط المطر حين نقرر الخروج في نزهة أن أشكر بائع الحلوى الذي أحببنا بفضل حلوياته الذهاب إلى المدرسة أن أجد في الصباح قطع النقود التي عثرت عليها في النوم أن ألعب «الضاضوص» وأربح أن أسرق، دفعة واحدة، قبلة من بنت الجيران وسفرجلة من حديقتهم أن أقول لزميلة الفصل التي عشقتها في صمت: «أحبك» ألا يأتي الخريف أن ألتقي سعاد حسني ومحمود المليجي وطوم صويور أن أتغلب على الخجل وأفصح عن رأيي الصريح في شريط رديء أمام مخرجه أن أرى فيلما مغربيا وأفكر في مصير البطل بدل التفكير في دافعي الضرائب أن أشتري سيارة «ميني روفر» وأركنها في حجرة النوم أن أقدم استقالتي بدل تقديم نشرات الأخبار أن أكتب قصيدة أجمل من «أنا يوسف يا أبي»... أن أؤلف «طوق الحمامة» أن أجلس مع ابن خلدون في أحد مقاهي إشبيلية أن أمزق «الخبز الحافي» أمام محمد شكري وأرى ماذا سيفعل أن تكون لي حاسة شم وأعرف رائحة القهوة أن أفطر بزيت الزيتون وخبز الشعير كل صباح أن أزور اليابان بدل الذهاب إلى اليمن أن يصبح محمد الساسي كاتبا أول لحزب «الاتحاد الاشتراكي» أن يتواضع دستور يوليوز و«ينزل».