ينظم مركز الحمراء للثقافة والفكر بمراكش الدورة الثانية لملتقى قصيدة النثر العربية، أيام 15-16-17 فبراير الجاري، في أفق استئناف ما تحصل في الدورة الأولى، التي عرفت إقبالا واستحسانا من لدن الأوساط المثقفة، وسعيا إلى ترسيخ هذا المكتسب، أي تداول الممارسة والتنظير حول الشعر ومستقبل القصيدة. فمفهوم الشعر لا يختزل في التعريفات السابقة أو المعيارية، إذ الشعر يتغير مفهومه مع كل قصيدة جديدة جديرة بهذه التسمية، ومن ثم، فمستقبل القصيدة يكتب في الآتي والمجهول والاكتشاف وفي البحث الدؤوب عن مناطق مجهولة لم تطأها أقدام سابقة، فقد عودتنا قصيدة النثر على هذا الإدهاش وهذه الرغبة المستمرة في الكشف والاكتشاف، وعودتنا على قلب الطاولة واستئناف القول الشعري غير آبهة بالكهنوت وحراس المباني والمعاني. يشارك في هذه الدورة مجموعة من الأصوات الشعرية من المغرب وخارجه على أمل الإصغاء إلى جديد الشعراء وإلى رؤى مغايرة لمألوف الكلام ومطروقه، وبالموازاة مع هذا سينتظم مجموعة من النقاد والمهتمين بمصير القصيدة ليتطارحوا قضية العلاقة بين قصيدة النثر وبين الأجناس النثرية الأخرى في أفق رسم خارطة للحدود بينهما ولإبراز روابط القربى التي تربطهما. وقد تم اختيار الشاعر الكبير محمد الماغوط لهذه الدورة لما له من قيمة رمزية في تأسيس هذه القصيدة، ولأنه اقتحم المشهد الشعري العربي بقوة ثور مجنح قادم من طين الحياة لا من أسطورة، وهو كما قال محمود الدرويش: «لم يصدأ معدن شعره مع الزمن كما حدث للكثيرين من مجايليه الذين وقعوا في تقليدية حديثة، فما زال هو المرجعية الأجمل لأجيال من الباحثين في شعرية النثر، ومازلنا نقرأه بشغف، لأنه شاعر حي، لأن نصه حي، لأنه شاعر حقيقي ومختلف».