في سنة 1998 احتضنت بوركينافاصو نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، ونجح منتخبها في بلوغ الدور نصف النهائي، إثر خسارته أمام منتخب مصر الذي فاز باللقب على حساب جنوب إفريقيا. أثار تنظيم بوركينافاصو لكأس إفريقيا الكثير من الجدل، خصوصا أن هذا البلد لديه إمكانيات محدودة، لكن «الكاف» ظل يراهن من خلال تشجيع مثل هذه البلدان على تنظيم كؤوس إفريقيا على انتشار أوسع للعبة، وإلى استغلال هذه الكأس لبناء ملاعب حديثة في إفريقيا، وفعلا أصبحت لبوركينافاصو ملاعب جيدة في العاصمة واغادوغو وأيضا ببوديولاسو، علما أن كثيرين كانوا ينظرون بسخرية للدراجة النارية التي كانت تنقل اللاعبين المصابين إلى خارج أرض الملعب لإسعافهم، بينما هي في حقيقة الأمر كانت تعبر عن نظرة واقعية للأمور حسب إمكانيات البلد. في نفس السنة شارك المنتخب الوطني في هذه الكأس، وشد الرحال وهو المرشح الأول للظفر باللقب القاري، كما جلب معه جميع لوازم التغذية ونصب خيمة كبيرة. كان المنتخب الوطني آنذاك يتصدر ترتيب المنتخبات الإفريقية في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي، بل وبلغ المركز 11 عالميا، كما كان مؤهلا للمشاركة في نهائيات كأس العالم 1998، لكنه وبعد بداية جيدة في الدور الأول وتصدره للمجموعة التي كانت تضم منتخبات مصر وزامبيا والموزمبيق، سيقصى في الدور الثاني إثر خسارته أمام منتخب جنوب إفريقيا بهدفين لواحد. منذ ذلك الوقت وبوركينافاصو تواصل بحثها عن الحضور بشكل دائم في الساحة الكروية الإفريقية، ونجحت في ذلك، بل إن هذا البلد الذي كان ينهزم بحصص كبيرة، أصبح منجما للمواهب، بل وانتشر لاعبوه في البطولات الأوربية، ليصل اليوم إلى المباراة النهائية لكأس إفريقيا على حساب منتخب غانا الذي بلغ ربع نهائي مونديال 2010 وكان قريبا من أن يصبح أو بلد إفريقي يصل إلى الدور نصف النهائي. اليوم، ستخوض بوركينافاصو المباراة النهائية للحدث الإفريقي الأبرز، أما المنتخب الوطني فمازال يبحث عن تجاوز حاجز الدور الأول، وهو الذي أقصي أربع مرات على التوالي في هذا الدور. صحيح أن كأس إفريقيا الحالية من بين الدورات الأضعف في «الكان»، لكن إفريقيا تعطي في كل مرة درسا جديدا.