هناك مقولة شهيرة تقول: "الجلد مرآة صاحبه" ومعناها ارتباط صحته بصحة الجسم، وأن أي مشاكل على مستوى الجلد تفسر بخلل في عضو معين من أعضاء الجسم. لهذا وجب معرفة سبب الداء قبل الدواء. وشخصيا لا أشجع صرف الأموال الطائلة في شراء مختلف المستحضرات التجميلية مادام الخلل داخليا. إن تركيبة الجلد، ولونه، ومختلف مشاكله، ترتبط ارتباطا وثيقا بنوعية الغذاء، وأقصد بذلك أن الغذاء الصحي المتوازن كفيل بتحسين جميع وظائف الجسم، بما في ذلك وظيفة الجلد. وهناك عدة مواد غذائية تلعب دورا هاما في وقاية الجلد من مختلف الأمراض، كما تساعد على إكسابه الصحة والنضارة.. ويأتي الماء والسوائل على قائمة هذه المواد، كونها تساعد على تغذيته وترطيبه داخليا، لذلك أنصح بالإكثار من شرب الماء وعصائر الخضر والفواكه والشوربات، التي تمد الجسم بنسبة مهمة من الماء، إضافة إلى كونها مصدرا غنيا بالفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، التي تقي الجسم والجلد من الأضرار الخارجية. ومضادات الأكسدة هي تلك الجزيئات التي قلب اكتشافها موازين علم التغذية، حيث صارت أهم العناصر الغذائية الواقية لجسم الإنسان، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر فيتامين A أو فيتامين الجمال، المسؤول عن نقاوة وصفاء البشرة، والذي يساعد على تحسين، وقاية، وزيادة مادة الكولاجين في أدمة الجلد، ويوجد خاصة في المنتجات الحيوانية والخضروات والفواكه الملونة، خاصة الصفراء والخضراء اللون )أنصح بالإكثار من عصير الجزر، وإدخال الفلفل الطازج في سلطاتكم). أما فيتامين C والموجود بنسبة كبيرة في الحمضيات، فهو يساعد على إعطاء الجلد مرونة أكبر، ويقيه من تأثير أشعة الشمس والشيخوخة المبكرة (استغل فصل الشتاء للاستفادة من فوائد البرتقال، والمندرين، والكيوي، والبطاطس الحلوة). كما تعتبر الزيوت النباتية، والفواكه الجافة مصدرا هاما لمضاد الأكسدة فيتامين E المسؤول بدرجة كبيرة عن ترطيب البشرة وتأخير ظهور التجاعيد في الجلد، (تجنب المايونيز في سلطاتك واستبدله بالقليل من زيت الزيتون وتناول الأسماك بكثرة لاحتوائها على نسبة من الدهون المفيدة التي تساعد على امتصاص فيتامين E) . تضاف إلى هذه الفيتامينات عدة معادن تصنف كمضادات أكسدة أهمها السيلينيوم، الموجود مثلا في الأسماك والبيض، والثوم، وكذلك معدن الزنك الذي يساعد على تنظيم عمل الغدد الدهنية.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية