حسنا فعل فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، وهو يسارع إلى تعميم بلاغ صحفي بخصوص «المعركة الجوية» التي نشبت بين لاعبي الفريق محسن متولي و عبد المجيد الدين الجيلاني، وهما على متن الطائرة في الطريق إلى مدينة أربيل، لمواجهة فريق القوة الجوية العراقي في كأس الاتحاد العربي للأندية. لقد كشف الفريق في بلاغه عن بعض تفاصيل ما جرى، وأعلن عن ذلك بسرعة عن طريق موقعه الرسمي على الأنترنت، وأعاد اللاعبين إلى المغرب دون أن يشاركا مع فريقهما في مباراته، وقرر عرضهما على اللجنة التأديبية التابعة للفريق، في نفس اليوم الذي سيخوض فيه الرجاء مباراته أمام القوة الجوية. يستحق مسؤولو الرجاء الإشادة على ما قاموا به، فقد قدموا درسا في التواصل مع الصحافة ومن خلالها مع جمهور الفريق الواسع، الذي يرغب في متابعة مستجدات فريقه السارة وغير السارة، دون أن يكون فريسة سهلة للإشاعات. وسينال مسؤولو الرجاء إشادة أكبر، إذا أنصفت اللجنة التأديبية ومن خلالها المكتب المسير للفريق، صورة فريق بحجم الرجاء، وعاقبت اللاعبين محسن متولي وعبد المجيد الدين الجيلاني بعدل، وبإنصاف، دون أن تضع البيض كله في سلة واحدة، خصوصا أن متولي مثلا لديه سوابق كثيرة في هذا المجال، وليست هذه المرة الأولى التي يكون فيها نجما فوق العادة لعدم الانضباط. من المؤكد أن المكتب المسير للرجاء سيتجه نحو إصدار غرامة مالية ثقيلة في حق اللاعبين، خصوصا أن ردة فعل المكتب المسير كشفت أن ما حدث ترك أثرا سلبيا في نفوس المسؤولين ولدى الطاقم التقني للفريق، لكن المفروض أن تقتطع الغرامة المالية من اللاعبين، لا أن يتم التراجع عن استخلاصها بعد أن أسابيع أو شهور، ويتم تبرير ذلك بتدخل بعض اللاعبين. إن أحد الأسباب التي شجعت بعض لاعبي الرجاء على الانفلات هو تساهل المسؤولين السابقين، فمتولي مثلا سبق وصدرت في حقه عدة غرامات مالية، لكنه لم يؤد أيا منها، مما شجع اللاعب على أن يتمادى في أفعاله. ولنعقد مقارنة بسيطة بين متولي عندما التحق بالدوري الإماراتي، حيث لعب في صفوف فريق الإمارات على سبيل الإعارة، ومتولي عندما يحمل قميص الرجاء. في الإمارات كان سلوك اللاعب مثاليا، إذ لم يسبق أن صدر منه أي سلوك غير رياضي، بل إنه كان يواظب على التداريب ويعيش يشكل يومي قلق البحث عن مكانة رسمية، والخوف من أن يتم الاستغناء عن خدماته، كما أنه كان على علم أن أي سلوك سيصدر منه سيكون ثمنه غاليا، لذلك على مسؤولي الفرق المغربية أن يعرفوا أن بيدهم أن يصلحوا بعض اللاعبين أو يفسدوهم، ثم إن فريقا بحجم الرجاء له صورته وجماهيره العريضة في المغرب وخارجه، يستحق لاعبين يمثلونه بشكل جيد، ويقدرون قيمة القميص الذي يدافعون عنه.