تدخلت السلطات في فاس، صباح الثلاثاء الأخير، لمنع حافلة كان على متنها نقابيون مُنشقّون عن الاتحاد المغربي للشغل، في رحلة «تضامن» متوجهة إلى الحي الجامعي فاس -سايس، والذي اقترن اسمه في الآونة الأخيرة باحتجاجات طلابية واحتجاز موظفين، ما أفضى إلى تدخل القوات العمومية واعتقال طلبة توفيّ أحدُهم نتيجة إصابته في ملابسات ما زالت غير واضحة. وقد أعيدت الحافلة إلى الرباط عبر الطريق السيار، وتمت مرافقتها بأربع سيارات لقوات التدخل السريع، وفق تقرير للجامعة الوطنية للتعليم. وكان أتباع عبد الرزاق الإدريسي، أحد «كبار» المُنشقّين عن «التوجه البيروقراطي» في الاتحاد المغربي للشغل، ينوُون التعبير عن تضامنهم مع موظفين يشتغلون في هذا الحي الجامعي ويقاسمونهم الانتماء إلى الجامعة الوطنية للتعليم، وهي النقابة التي أسسها «التوجه الديمقراطي»، المنشق عن نقابة الميلودي مخاريق. ويتحدث بعض الموظفين في الحي الجامعي سايس، في تقارير وندوات صحافية، عن «تضييق على الحريات النقابية». وقال عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام الوطني للجامعة، في تصريح ل»المساء»، إن السلطات منعت الحافلة التي كان على متنها ما يقارب 50 شخصا من الوصول إلى الحي الجامعي دون أيّ مبرر. وأشار إلى أن الجهة المنظمة للقافلة حصلت على التراخيص اللازمة من ولاية جهة الرباط ووزارة النقل والمصلحة المختصة في المحطة الطرقية القامرة في الرباط. وتحدث بيان للجامعة الوطنية للتعليم، توصلت «المساء» بنسخة منه، عن أن السلطات أرغمت المحتجّين على العودة من حيث أتوا، واعتبرت الأمر تضييقا على الحريات النقابية. وسار بيان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان على المنوال نفسه، وقال إن الجمعية عاينت المنع والحصار اللذين تعرّضت لهما القافلة، معتبرا أن المنع هو «تضييق على حرية التنقل وانتهاك للحقّ في التعبير والاحتجاج السلميّ وحلقة من حلقات المس بالحريات النقابية». وكان بلاغ للاتحاد النقابي للموظفين في فاس، التابع للجامعة الوطنية للتعليم، قد أعلن تنظيم قافلة تضامنية في اتجاه الحي الجامعي سايس، وتطرق لما أسماه «الأوضاع المزرية التي يعرفها، بفعل تعسّفات المدير والمقتصد»، والتي وصلت حد إهانة نقابي يعتبر عضوا في المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم (محمد لفضيول).