«يمكنكم الآن تنزيل ألبوم نور حياتي للشاب المغربي كاملا وبجودة عالية. هذا الألبوم يحتوي على تسع ترنيمات مغربية جميلة ونقدمه كهدية لجميع زوار الموقع مع تحيات موقع أصدقاء الشاب المغربي»، هذه فقرة إعلانية لموقع «أصدقاء» (موقع مسيحيين مغاربة)، الذي يمنح إمكانية التحميل بالمجان لكل أغاني ألبوم جديد لمسيحي مغربي يلقب نفسه ب«الشاب المغربي» بعنوان «نور حياتي»، وهو الألبوم الذي يكتسح هذه الأيام كل المواقع المسيحية المغربية، التي يبقى أشهرها على الإطلاق موقع «حركني يا رب» «موف مي كوض»، وموقع «الحوار المسيحي»، وموقع «أحب المغرب» (آي لوف موروكو)، بالإضافة إلى «منتدى المسيحيين المغاربة». «سماع الإنجيل بالدارجة»، «سماع حوار مسيحي بالدارجة»، «دروس من الكتاب المقدس»، «حياتي المسيحية»... وروابط أخرى يتضمنها واحد من أشهر المواقع المسيحية المغربية المسمى «حوار»، وهو من المواقع المسيحية المغربية والعربية القليلة المدرج ضمن لائحة «طوب أحسن المواقع المسيحية» في العالم. «حوار» موقع إلكتروني بسيط يشتغل أصحابه على ترجمة كل المراجع الأساسية في المسيحية إلى الدارجة المغربية، أكثر من ذلك فالموقع يستقبل يوميا العديد من رسائل المغاربة المسيحيين بخصوص استفسارات عقائدية ويجيب في الحين، كما أنه ينشر أقوى الشهادات على صفحته الأولى. في نفس الصدد ينشط هذه الأيام «منتدى المسيحيين المغاربة»، والذي يرتفع عدد زواره مع اقتراب رأس السنة، حسب مصادر مطلعة، وأصبح اليوم يضم 969 عضوا مغربيا، رجالا ونساء. أعضاء المنتدى يتبادلون كل يوم معرفة أحوالهم وانشغالاتهم، كما لا يترددون في إرسال شهاداتهم مصورة بالفيديو أو مسجلة بالصوت فقط، و«لا يمكن الاستماع إليها أو مشاهدتها إلا إذا تم قبول انخراطك في المنتدى»، حسب الموقع، حيث إنه لكي تصبح عضوا يجب أن يقترحك أحد الأعضاء الناشطين. في المقابل يبقى موقع «أحب المغرب» الأشهر على الإطلاق، والأكثر مغربية بين كل المواقع السابقة، لأنه عبارة عن إذاعة إلكترونية أو راديو إلكتروني يسهر على تنشيطه مسيحيون مغاربة شباب (بالنظر إلى نبرة أصواتهم)، ويضم الموقع واحدا من أنشط المنتديات المسيحية المغربية المخصص حسب أصحاب الموقع «لاستقبال رسائل الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على نسخة من الإنجيل أو سدي ترانيم مسيحية أو كتب روحية لنموك المسيحي أو إن كان لديك سؤال أو اقتراح تحب أن ترسله لنا فلا تتردد نحن في خدمتك». الموقع يتوفر على شهادات شباب وشابات مغاربة حول «كيف تعرفوا على المسيح»، التسجيلات هي عبارة عن مقتطفات من حلقات بثت على أمواج الراديو المسيحي المغربي. ومن بين الشهادات المقدمة شهادة لطالبة مغربية تدعى «مريم»، هذه الأخيرة تكشف أنها اعتنقت المسيحية أيام الدراسة بالثانوي عبر صديقة لها «أحبت المسيح قبلها»، لكن أغلب الشهادات تؤكد أن فيلم «آلام المسيح» كان له الأثر الأكبر في اعتناقهم المسيحية، وهذا يتأكد من خلال روابط المواقع المسيحية التي تشير كلها إلى إمكانية مشاهدة فيلم الممثل الأمريكي «ميل جيبسون». «إنه الشخصية الأكثر استعمالا للتبشير في المغرب» التصريح لأحد العارفين بخبايا التبشير في المملكة، والذي يستطرد لتأكيد كلامه: «الجميع يتحدث عن ارتفاع عدد الممسحين المغاربة لكن لا أحد ينتبه إلى وقع هذه الشخصية المغربية، والتي يتجاوز تأثيرها أحيانا كلام المسيح في الإنجيل». جان محمد عبد الجليل، أول مغربي يعلن اعتناقه المسيحية سنة 1928 قبل أن يتحول إلى كاهن كبير في الكنيسة الفرنسية وأستاذ بالمعهد الكاتوليكي بباريس. مصادر مطلعة تؤكد أن عبد الجليل ظل منذ زمن طويل النموذج الأول الذي يقدمه المبشرون، خصوصا أتباع الكنائس الفرنسية، للمغاربة الذين يحضرون جلسات «التعرف على المسيحية»، والتي تنظم سرا بالعديد من المدن المغربية، والتي يشرف عليها بعض المسيحيين الفرنسيين وأيضا بعض المسيحيين المغاربة، «ولا يمكن أن تمر جلسة من هذه الجلسات دون الإشارة إلى جان محمد عبد الجليل» تؤكد نفس المصادر. في نفس الصدد أكدت مصادر مطلعة ل«المساء» أن ما يتداول حول عدد المسيحيين المغاربة «غير صحيح»، وحول الرقم الذي نشرته وكالة الأنباء «رويترز» اعتمادا على تصريحات جماعات تبشيرية في المغرب والتي تؤكد أن «عدد المسيحيين في المغرب ارتفع من مائة إلى 1500 في عشرة أعوام»، علقت نفس المصادر قائلة: «إنها أرقام غير صحيحة مطلقا ونحن المعنيون لا نتوفر على هذه الأرقام»، وقد رفضت هذه المصادر التصريح بالأرقام التي تتوفر لديها واكتفت بالتعليق: «ربما أكثر وربما أقل»، غير أن هذه المصادر تعبر صراحة: «ندين بالكثير لفكر جان محمد عبد الجليل»