«لكل هؤلاء الأطفال الحقّ في الابتسامة، لكنهم لا يبتسمون جميعا».. بهذه العبارة يستقبلنا الدكتور عبد العالي بنتوهامي عبد الإله، أحد الدكاترة المتطوعين ورئيس «جمعية الصحة للجميع» الهولندية، التي قدمت إلى مدينة المضيق مع طاقم طبيّ يتكون من 11 شخصا، بين طبيب وممرضين ومتطوعين هولنديين، أعطوا أول أمس انطلاقة عملية «ابتسامة»، التي بدأت في مستشفى محمد السادس في المضيق بشراكة مع جمعية محلية من تطوان تدعى جمعية «ولدي»، إذ وصلت هذا الأسبوع لإجراء حوالي 50 عملية جراحية تجميلية وترميمية لمعالجة التشوّهات التي يعاني منها أطفال مغاربة، كتشوّهات الشقّ الخلقي في سقف الحلق أو الشفة المفلجة. وقد أمضت «المساء» صباح يوم أمس مع الطاقم الطبي واستطاعت أن تدخل إلى قاعة العمليات للاطلاع على الظروف التي تمرّ فيها العمليات الجراحية.. ففي قاعة الانتظار يلهو بعض الأطفال باللعب انتظارا لدورهم، فيما تقوم الفنانة المغربية والسنيمائية أمال صقر بمداعبة الطفلة «مريم»، التي تبلغ سنة واحدة من العمر.. «أمثل دور سفيرتهم في المغرب وجمعية «ولدي» (فرع المغرب) الساهرة على تنظيم هده التظاهرة، فالطفلة مريم تعاني من تفلج في شفتها العليا، الأمر الذي يعطي ابتسامتها شكلا آخر، لكنْ بعد إجراء العملية فإنها ستحظى بابتسامة رائعة»، تقول الفنانة المغربية، مضيفة أن هذه الأعمال الإنسانية تحظى بأولوية اهتماماتها، كما أنها بصدد إنجاز وثائقيّ عن هذه الحملة. وقد حضر حملة «الصحة للجميع»، وهي الثالثة من نوعها في مدينة المضيق، طاقم طبي هولندي متطوع، فيما وضعت مندوبية الصحة لعمالة المضيقالفنيدق تحت تصرف الفريق الطبي والمتطوعين والقائمين على العمليات كلَّ الإمكانيات المتوفرة، من غرف العمليات الجراحية، بفريقها الطبي والتمريضي، والأقسام لإقامة المرضى بعد إجراء العمليات والعيادات الخارجية لاستقبال الأطفال وفرزهم والفحوصات الطبية اللازمة والتغذية.. وكل ما يلزم الفريق لإنجاح عمله: «نحن نعمل طبق قواعد السلامة وبروتوكولات طبية أوربية»، يقول الدكتور بنتوهامي، مضيفا أنه سبق لجمعيتهم أن نظمت حملات طبية وجراحية مجانية في عدة مدن مغربية، منها الحسيمة والدار البيضاء والرباط. خلال اليوم الذي أمضته «المساء» مع الفريق الطبي لاحظنا أن الأطباء والممرضين والمتطوعين، وبعضهم مغاربة من جمعية «ولدي»، يعملون بمهارة وجودة فائقتين، فروح الدعابة مع الأطفال والعائلات لا تفارق وجوهَ الطاقم الجراحي من أجل تبديد مخاوف الصغار قبل إجراء العمليات الجراحية، فيما لا تتوقف متطوعة هولندية عن التقاط الصور للجميع بتلقائية وعفوية، بينما يتواجد في الغرفة المجاورة فريقُ تصوير مرافق للفنانة المغربية أمال صقر لتوثيق كل مراحل الحملة منذ وصولها إلى مدينة المضيق.. «إن هذا العمل الذي تقوم به الجمعية غير ربحيّ، بل يسعى إلى تقديم العلاج الكامل مجانا لأطفال مغاربة نظرا إلى ظروفهم المادية الصعبة، وما تقوم به الجمعية هو إنجاز كبير لإعادة البسمة إلى وجوه الأطفال، وقد تكون هذه البسمة سلاح الطفل الأول ليبدأ خطواته نحو ذاته وأصدقائه»، يقول الدكتور بنتوهامي وهو يخطو نحو غرفة العمليات. ويعمل فريق طبي وجراحي متعدد التخصصات كخلية نحل داخل غرفة العمليات، «كلنا نعمل من أجل إعطاء حياة كريمة لهؤلاء الأطفال، كي يحصلوا على الابتسامة، ليس فقط في المغرب وإنما في مختلف البعثات التي أجرتها «الصحة للجميع»، يقول المتحدث للجريدة.