قدمت مجموعة من المتطوعين من مختلف أنحاء العالم الرعاية الطبية المجانية للأطفال وأجرت لهم عمليات جراحية لتقويم بعض التشوهات الخلقية في الشفتين في نوفمبر 2007، وذلك خلال حملة عملية الإبتسامة التي تمت برعاية مشروع الرحلة العالمية للإبتسامة، التي تعتبر أكبر بعثة طبية دولية من نوعها.وقد قام أكثر من 1700 متطوع من 44 بلدا، بمن فيهم أكثر من 700 متطوع أميركي بإجراء عمليات جراحية مجانية ل4 آلاف طفل ممن ولدوا وبهم بعض التشوهات في سقف الحلق والشفة الأرنبية. كما أجرى المتطوعون فحوصات طبية مجانية لأكثر من 7400 . والهدف من ذلك هو زيادة عدد الأطفال الذين تتوفر لهم الخدمات الطبية سنويا من خلال إنشاء مراكز رعاية صحية إقليمية.جمعية "عملية الابتسامة"، هي مؤسسة خيرية مقرها في ولاية فرجينيا تهدف إلى تحسين الظروف الصحية لأطفال العالم من خلال إجراء عمليات جراحية لتقويم بعض التشوهات على مستوى الوجه.وقد عمل المتطوعون والموظفون الطبيون والمستشارون وحتى المشاهير في 40 مستشفى ومركز رعاية صحية وعيادة في 25 بلدا في آسيا، وأوروبا الشرقية، وإفريقيا، والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.ففي الفلبين، البلد التي انطلقت منها "عملية الابتسامة" قبل 25 سنة، قام مؤسسا "عملية الابتسامة" بيل وكاتي مكجي بتوقيع اتفاق مع رئيس بلدية مدينة ماكاتي – وهي جزء من مدينة مانيلا- لإنشاء مركز رعاية بمستشفى المدينة. ويجري التخطيط لإنشاء مراكز إضافية في مدينة سيبو ومدينة دافاو.وقد قامت جمعية الابتسامة بجهد آخر في العاصمة الأردنية عمان حيث قامت خلالها بمعالجة أطفال فلسطينيين وعراقيين وأردنيين.وشاركت كارميت باشار المغنية في فرقة عرائس بوسي لموسيقى البوب في البعثة الطبية التي زارت سانتا كروز، في بوليفيا. وقد استخدمت باشار وفريقها الرسم على الوجه والجسد وصنع الكتب والصناعات الحرفية والموسيقى للترويح عن المرضى الصغار ومساعدتهم على الشعور بالراحة قبل الفحص وإجراء العمليات الجراحية.كما ساعدت الممثلة في البرنامج التلفزيوني الأميركي الشهير "بدون أثر" روزلين سانتشز والممثل في البرنامج الأميركي "الإخوة وأخوات" إيريك ونتر في انتقاء ما يقرب من 250 طفلا في ماناغوا، بنيكاراغوا كما ساعدا في تخفيف القلق الذي يشعر به المرضى وذووهم قبل إجراء العملية الجراحية.وقال سانشيز "إنني حين نظرت إلى كل هؤلاء الأطفال وأسرهم ووجوههم مفعمة بالأمل من أجل مستقبل أفضل، كان ذلك بالنسبة لي أمرا يثلج الصدر.وتتذكر الممرضة المتطوعة كوين شاركي أحد المرضى الذين قابلتهم في ماناغوا وتقول: "كان الصبي مرعوبا وكان في بادئ الأمر في قلق شديد، ولكنني وطبيب التخدير قمنا بتهدئته وتمكنا من حمله على الاضطجاع على السرير. وحين انتزع يدي، أمسكت أنا بيده وطمأنته بلكنة أسبانية يبدو أنها أبشع لكنة سمعها في حياته. ثم نظر إلي وابتسم (...) وتبين لي عندها أن الإعتناء بشخص آخر والإهتمام به يمكن أن يحطم كل الحواجز اللغوية والثقافية".وروى المتطوع ديفيد ولف التجربة التي مر بها في الدار البيضاء، بالمغرب. فقال: "تقدم مني مدير مطعم وأخبرني أن لديهم شابا يعمل في الفندق لديه شفة أرنبية (يعاني من تشقق الشفاه). ولم أعر الموضوع أي اهتمام يذكر إلا بعد ثلاثة أيام عندما شاهدت الصبي (بعد العملية). وطفقت أتساءل عما إذا كنت أمر بكل أعمال الشفقة العشوائية هذه، فكم من المزيد منها التي تحدث ولكنني لم أشاهدها."وقد قامت جمعية "عملية الابتسامة" بالشراكة مع جامعة ييل بجمع بيانات وعينات من الحمض النووي في أكثر من نصف البلدان المشاركة. وسيتم تحليل العينات بهدف التعرف على العلامات الوراثية الفارقة لتشقق الشفاه والأحناك.وقالت كاثي مكجي "إن رحلة الإبتسامة العالمية تمثل الخطوة الأولى في رحلتنا القادمة معا كمنظمة من أجل بناء البنية التحتية التي ستدعم الأطفال المحتاجين على مدار العام".ويضم المشاركون في عملية الابتسامة المطربتين جيسيكا سيمبسون وماريا كاري؛ والشخصيات التلفزيونية مارك برنت و بيلي بوش؛ والممثل جوستن تشاتوين (من حرب العالم)؛ والمطرب الفنزويلي أوسكار ديليون؛ والممثلتين روما داوني ومولي سيمز؛ وعازف القيثارة أو. إيه. آر. بينج جيرشمان؛ ولاعب كرة القدم المحترف داني جونز؛ والمصورين نايجل باري وميلاني دني؛ ورجل الأعمال دونالد ترمب الابن وزوجته، الممثلة وعارضة الأزياء فينيسا ترومب.3وتعتبر جمعية "عملية بسمة" بالمغرب رائدة في الجراحة التقويمية التي تهدف إلى تحسين الظروف الصحية لأطفال العالم من خلال إجراء عمليات جراحية لتقويم بعض التشوهات على مستوى الوجه. وتقدم الجمعية خدماتها الصحية وكذا المتابعة الطبية بالمجان لفائدة الأطفال والشباب والكبار. ففي المغرب، تنظم هذه العمليات الجراحية تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، بتعاون مع وزارة الصحة ومع مختلف المراكز الطبية الجامعية ومستشفيات المملكة المغربية.وقد التزمت "عملية بسمة" هذه السنة بإجراء أزيد من 450 عملية جراحية لفائدة المرضى بالمستشفيات الوطنية بوجدة، والصويرة، والدار البيضاء وتطوان. وقد استفاد أزيد من 4700 مريضا من العمليات الجراحية على مستوى التراب الوطني منذ شهر غشت 1998 إلى يومنا هذا مع معدل 100 بالمائة لنجاح العمليات.أما الإسعافات التي ستقدم إلى الأطفال فإنها تستلزم تدخلا لفريق طبي متطوع ذي كفاءة عالية ومعترف به من طرف الهيئة الدولية لعملية بسمة. ويضم هذا الفريق الطبي أطباء جراحيين أكفاء، وخبراء في التخذير الطبي، وأخصائيين في طب الأطفال، وطب الأسنان، وأخصائيين في النطق، وممرضين وفريق إداري، كلهم من المتطوعين.وتساعد هذه الجمعية الأطفال على اكتشاف بسمتهم، وذلك بفضل دعم السلطات المحلية، والمقاولات والمحسنين والمتطوعين من القطاع الطبي وشبه الطبي عبر مدن المملكة كما هو الحال في الدارالبيضاء، ومراكش، ووجدة، وأكادير، وتطوان، والصويرة، والقنيطرة، والعيون، وورزازات وتاونات.