تركيبة الإنسان الفطرية تختزن النقاء والفطرة، ويتمثل هذا أكثر في شخصية الطفل الذي يملك إحساسا قويا وسليما بالأشياء، ويتوفر على قُدرة ذهنية كبيرة للوصول إلى الحقائق وفهمها، لذلك فإن مرحلة الطفولة تُمثل المرحلة التي تُستوحى من خلالها ملامح الحاضر وصور المستقبل. من هذا المنطلق يجد الكثير من الأطفال أنفسهم يميلون بشكل فطري نحو الخربشة التي تقترب من الرسم، لأن هذه الطريقة تعتبر شكلا من أشكال التعبير عند الأطفال «الفُضوليين» تجاه عالمهم، لذلك ينْمون ويتطورون من خلال المحاولة والتجربة. في مراحل الطفولة الأولى يحتاج الطفل للحركة والتعبير عن الذات وترجمة آماله وأحلامه التي تبدو للآخرين صغيرة، لكنها كبيرة جدا في متخيل الطفل، ولتحقيق ذلك يحاول الكثير من الأطفال استخدام اللون والفرشاة للتعبير عن مكنوناتهم. لكن هناك أطفال يستبقون زمنهم ومواهبهم الفطرية لدرجة تثير الدهشة والفضول، موهبة سابقة لأوانها تنطبق بشكل مذهل على مروى المحفوضي، إنها طفلة موهوبة بامتياز، وربما لن يمر وقت طويل حتى يطوف اسمها على معارض تشكيلية شهيرة داخل المغرب وخارجه. عمرها ثمان سنوات، لكن «عمر» لوحاتها أكثر من ذلك بكثير. إنها طفلة ترسم كالكبار، وصفها بعض التشكيليين بأنها موهبة موسومة بالتفرد كظاهرة متميزة، ويمكن الرهان عليها مستقبلا.