الثوم غذاء ودواء عرف الإنسان الثوم منذ القدم، حيث استعمله البابليون والإغريق واليونانيون، الذين أطلقوا عليه لقب "مضاد السموم". أما الفراعنة فقد كانوا يحضرون منه دهانا لغرض استخدامه في علاج الروماتيزم والنقرس (la goutte)، واستخدموه كعلاج مطهر للأمعاء، ووزعوه على العمال لإعطائهم القوة وحفظهم من الأمراض. كما ورد ذكر الثوم (الفوم) في القرآن الكريم والسنة النبوية، لما له من مكانة خاصة بين الأطعمة. التركيب التحليلي لحبة الثوم الثوم غذاء قوي، يضم عدة مكونات غذائية، و يعتبر مصدرا غنيا بالمعادن والفيتامينات، حيث إنه يحتوي على تركيز مهم من: الفوسفور، والبوتاسيوم، والمغنيزيوم، والمنغنيز، والسلينيوم، والكبريت، واليود، وفيتامين B6، وفيتامين C. ويحتوي على أحماض أمينية وأنزيمات الألينازو البيروكسيداز، غير أن خصائصه الطبية تعود خاصة إلى مركباته الكبريتية كالألنينوالألسينو الأجوين. كما يحتوي على كميات قليلة من البروستاكلوندين، النيتوستيرولات، البوليفينولات والفلافنويدات، وعلى سترويدات، خاصة الصابونين، الذي يعزز خصائصه الطبية. وتعد مادة الألسين المادة الفعالة في الثوم والتي تعطيه رائحته المميزة، وإليها يعزى مفعوله كمضاد واسع المجال للميكروبات، وبالتالي تساعد على تقوية الجهاز المناعي للجسم، وباندماج هذه المادة مع فيتامينC والمغنزيوم واليود، تصير أكثر قوة وفعالية، خاصة على مستوى الجهاز الهضمي والتنفسي. ويضاف إلى مادة الألسين مادة أخرى ذات أهمية طبية، الأجوين، الذي يدخل في تركيبة بعض الأدوية المضادة للفطريات، كما يمنع تختر الدم، ويحمي الجسم من أمراض القلب والشرايين.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية