حبوب سحرية للراغبات في الحصول على وزن زائد وتوديع النحافة إلى الأبد.. خلطات سحرية لتكبير الصّدر وكريمات للحصول على بشرة بياض الثلج.. إنها الموضة الجديدة التي أصبحت تتهافت عليها النساء في المغرب، بعد أن تغيّر مفهوم الجمال وأصبح اكتناز الجسم من علامات الجسم، طارداً من قاموسهنّ إلى الأبد مصطلحَ الرّشاقة. فلماذا تقبل النساء على هذه الوصفات رغم مصدرها المجهول؟.. ليس الهوس باكتساب وزن زائد وليدَ اليوم، فقد لجأت جدّاتنا إلى وصفات طبيعية مُكوَّنة من الزنجلان وعشبة «الفوّة» وغيرها من المواد الطبيعية التي لم تكن تشكل خطورة على الصحة. وبسسب المفعول البطيء الذي تمنحه تلك الوصفات الطبيعية وطول النّفَس الذي تتطلبه، ولأننا في «عصر السرعة» فقد وضعت هذه الوصفات في الرّف وانتشرت في البداية وصفة بين الفتيات في عصرنا الحالي، رغم خطورتها. أدوية محظورة للتسمين قبل سنوات انتشرت ظاهرة التسمين عن طريق استعمال أدوية تعتمد على مزج العديد من الأدوية الصيدلية الخطيرة، أشهرها الكورتيزون ومضادّات الحساسية وبعض العقاقير الخاصة بالأمراض النفسية. غير أن هذه الوصفات كانت تمنح «نفخة» غير مُحبَّبة دفعت العديدات إلى الاستغناء عنها. وظل حلم الحصول على جسم مكتنز قائما، فظهرت حبوب «دردك»، التي نالت شهرة واسعة وحققت إقبالا منقطع النظير، ثم نافستها حبوبٌ قادمة من الصّين وأخرى من الهند، واليوم تنافسهما معا حبوب يقال إنها أمريكيّة الصنع. وتُعرَض هذه الحبوب بشكل سرّي عند بعد العشّابين أو عن طريق منتديات الأنترنت، التي تؤكد كل واحدة منها أنها تملك الأصلية وتَعرِض نماذج لتلك الحبوب وشهادات من استعملنها وكنّ راضيات عن النتيجة.. ورغم الحديث عن خطورة تلك الحبوب وكشف الطرق التي يلجأ إليها مُروّجون تلك المواد عن طريق استعمال أعشاب وأقراص وحبوب «تسمين العُجول» مهرّبة ومنتهية الصلاحية.. فإنّ المُلاحَظ أنّ العديدات يسألن عبر تلك المنتديات عن طريقة الحصول على تلك الحبوب أو قد يلجأن إلى عشّابين للحصول عليها بشكل مباشر. لتكبير الصّدر وتبييض البشرة.. «وصفة مضمونة مائة في المائة».. «ادخلوا بسرعة، وصفة مجربة والنتيجة خلال أسبوع».. عناوين في العديد من المنتديات من خلال الشبكة العنكبوتية تغري الفتيات للحصول على وصفة لتكبير الصدر. فقد أصبحت موضة الصدر البارز هوَساً لدى جلّ الفتيات، تدفع من لا تقدِر منهنّ على تحمّل تكاليف عملية تكبير الصدر لدى جرّاح أخصائيّ في التجميل إلى «تجريب» تلك الوصفات.. واللافت في الاخيرة اعتمادها على مواد طبيعية، مثل الحلبة والشّمر (النافْع)، الشبّة والمرمية وغيرها من الأعشاب.. ولأنّ المرأة المغربية تكره السمرة وتشعر أنها غير مثيرة للانتباه إذا ما كانت من ذوات البشرة الداكنة فإنّ الحصول على بشرة فاتحة هو حلمهنّ، إن لم نقل هوسهنّ.. ولأنّ تكاليف الحصول على بشرة صافية، سواء باستشارة طبيب أخصائيّ في الجلد، الذي يصف كريمات طبيبة أو ينصح بإجراء جلسات التقشير الكيمائي، التي ليست في متناول الحالمات ببشرة «بياض الثلج» فإنهنّ يلجأن إلى وصفات «تقليدية»، باستعمال خلطات طبيعية من الحلبة وماء الورد والفول والحمّص.. وهي «وصفات» تتطلب صبرا ويطول الوقت للوصول إلى النتيجة المبتغاة.. والحل الذي تلجأ إليه أولئك الحالمات هو كريمات رخيصة الثمن مجلوبة من الصّين والهند، ترَوَّج لها على أنها «خلاصة» اللؤلؤ الطبيعيّ أو من خلاصات أعشاب.. والباعث على الضحك هو تقديم تلك الكريمات مع صور «قبل وبعد» لسيّدة كانت «داكنة» البشرة وتحوّلت في أسابيعَ إلى أخرى «بيضاء البشرة»، ويبدو جليّا أن الصورة «مخدومة» بتقنية «الفوتوشوب»!... الرّجل والإعلام في قفص الاتهام تحمّل العديد من النساء مسؤولية إقبالهنّ على مواد تكبير الأرداف والصدر وتبييض البشرة للرجل، الذي أصبح يركز على المظهر الخارجيّ للمرأة.. وكلام هؤلاء صحيح، فالرجل لم يعد يبحث عما في عقل الفتاة أكثرَ مما تتوفر عليه خارجيا، من صدر بارز أو أرداف بارزة أو وجه ببشرة صافية وملامح جميلة.. وقد ساهم الإعلام في تكريس ذلك من خلال تركيزه الضوء على جمال فنانات بأعينهنّ منهن لم يسلم جمالهن الخارجيّ من مبضع الجراح، كهيفاء وهبي ونانسي عجرم وإليسا وغيرهنّ.. دون أن ننسى صنيعة الإعلام الأمريكيّ، نجمة المجتمع كيم كارداشيان، صاحبة المؤخّرة المثيرة، والتي تلاحقها كاميرات «الباباراتزي» وخُصّص لها ولعائلتها برنامج واقعيّ يدر عليها ملايين الدولارات..