علمت «المساء» من مصادر مقربة من تيار أحمد الزايدي، المرشح السابق لمنصب الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، أن الاجتماع الذي انعقد أول أمس وضم 24 برلمانيا وقياديا من التيار، قد حسم نهائيا في قطع علاقة التيار بالقيادة الجديدة للحزب، غير مستبعدة اتخاذ قرار بالخروج نهائيا من الحزب وتأسيس حزب جديد، على أن يتحدد نهائيا الشكل الذي سيتم من خلاله تنزيل هذا القرار في اجتماع موسع نهاية هذا الأسبوع. وحملت المصادر ذاتها إدريس لشكر، الكاتب الأول المنتخب للحزب، مسؤولية هذا القرار الذي اتخذه قياديو تيار أحمد الزايدي، مؤكدة أن أعضاء التيار لن يقبلوا بلعب دور الكومبارس في المسرحية التي يقوم ببطولتها إدريس لشكر حسب تعبير المصدر، «لكننا نؤكد بأننا سنبقى دائما في خدمة الفكرة الاتحادية، ولن نكون في خدمة أي كان، ونحن لن نقبل بالاستمرار في هذا الكائن الممسوخ الذي يسمونه اتحاد اشتراكي، وسنعمل كل ما في جهدنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه» يضيف المصدر. في نفس السياق، قال عبد الهادي خيرات، عضو اللجنة الإدارية للحزب والعضو السابق في المكتب السياسي، إن حزب الاتحاد الاشتراكي يعيش مرحلة على درجة كبيرة من الخطورة في مساره، «والذين يسعون إلى زعزعة استقرار حزب الاتحاد الاشتراكي يلعبون بالنار، لأنه من المؤكد بأن المغرب بدون اتحاد اشتراكي قوي سيكون له ما بعده». وهاجم خيرات، الذي حل أول أمس ضيفا على برنامج إذاعي بإحدى الإذاعات الخاصة، الكاتب الأول الحالي للحزب إدريس لشكر، متهما إياه بالتراجع عن التوافق الذي سبق أن تم بين التيارين المتصارعين بحضوره شخصيا، والذي كان يقضي بإدخال مجموعة من الأسماء إلى المكتب السياسي، «لكنني تفاجأت أثناء عملية التصويت بحذف مجموعة كبيرة من الأسماء التي اتفقنا عليها مسبقا، بحجة أن ذلك حكم صناديق الاقتراع، وهو ما بين بالملموس بأن لشكر هو سجين لمحيطه الذي لا يقدر على التحكم فيه، مما فضلت معه الانسحاب وإغلاق هواتفي». كما انتقد خيرات طريقة انتخاب الكاتب الأول والأجهزة التقريرية للحزب، معتبرا أن العدد الكبير لأعضاء المكتب السياسي (33 عضوا) سيجعله بمثابة «لجنة إدارية مصغرة»، «وهو ما يذكرنا بالأحزاب الإدارية التي كانت تسعى إلى إرضاء الأعيان عبر إدخالهم إلى مكاتبها السياسية، وأنا أؤكد بأن أعضاء هذا المكتب لن يحضروا جميعا لاجتماعات المكتب السياسي مستقبلا، لأن تجربتنا مع الأخ حسن الدرهم من الصحراء أثبتت فشلها، بحكم أنه لم يحضر سوى مرات قليلة جدا إلى اجتماعات أعلى هيئة تقريرية للحزب، وبالتالي فكان الأجدر اختيار أعضاء المكتب السياسي من المقيمين في مدن الرباط أو الدارالبيضاء».