دقّ نقابيون في مستشفى محمد الخامس في مكناس «ناقوس الخطر» بسبب ما سموه «الاختلالات التي تعج داخله، ما انعكس سلبا على الموظفين العاملين فيه، والذين يعانون في صمت، حيث إنه عِوض أن يتلقوا التشجيع الكافي تم الاقتطاع من رواتبهم بشكل عشوائيّ». وأضافت المصادر النقابية نفسها أن «إدارة المستشفى عمدت إلى إضافة أسماء بعض الموظفين في لوائح المضربين رغم أنهم كانوا يزاولون مهامهم طيلة أيام الإضراب عن العمل في مختلف مصالح المستشفى، بما فيها المستعجلات والإنعاش، والتي دعت النقابات نفسها استثناءها من الإضرابات». وتساءل النقابيون أنفسهم عن سبب تضمين هذه الأسماء، علما أن الغالبية أجمعت على «عدم شرعية اقتطاع أيام الإضراب من رواتب الموظفين»، حيث إن المتضررين عزموا على رفع دعوى قضائية ضد هذا الإجراء، الذي وصفوه ب»اللامعقول»، خاصة أن «السرعة التي تم بها هذا الاقتطاع لا تتم في أمور أخرى، من قبيل أن بعض الممرضين والأطباء لم يتوصلوا حتى الآن بمستحقاتهم في التعويض عن الحراسة والإلزامية منذ 2009». وأضاف النقابيون، المنتمون إلى المكتب المحلي لمستشفى محمد الخامس في مكناس، التابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن «من أمثلة الاختلالات التي تجري في المستشفى المذكور ما يعيشه المركّب الجراحي للمستعجلات من وضعية مزرية، حيث يضطر الجراحون والممرضون إلى تكليف عائلات المرضى بشراء بعض المواد اللازمة لإجراء العمليات الجراحية المستعجلة، مثل المواد المخصصة للغسل الجراحي لليدين، بعد أن خصص صابون سائل خاص لغسل الأواني المنزلية لهذا الغرض».. وأضاف النقابيون أنفسهم أن في المركّب قاعتين للعمليات، تتوفر الأولى على أقل ما يمكن توفره لإجراء العمليات الجراحية، أما الثانية فغير جاهزة نظرا إلى العطب الدائم في جهاز الإضاءة وتعطل الجهاز الاحتياطيّ، مشيرين إلى أن هذه المصلحة تحوّلت إلى «مستودع للمتلاشيات»، علما أنها تعاني من «تهالك» الأسِرّة. ومن أهم الاختلالات التي وُصفت ب«الخطيرة» في القسم الجراحي التعطل المتكرر لجهازي «SIALYTIQUE»، وهو جهاز الإضاءة في قسم الجراحة، كما أن أجهزة «scialytique» تعرف أعطابا متكررة، وهناك «غياب» للصيانة. كما يجري استعمال مصابيح للإنارة عادية بدل Lampe» d opération- scialytique»، وفق المصادر ذاتها. كما سجل النقابيون ما اعتبروه «خللا كبيرا في قنوات الأوكسجين والسوائل الطبية وتعطلها الدائم والتسرب الكبير لهده المادة الحيوية، وكذلك غياب قارورات الأوكسجين في القسم الجراحيّ للمستعجلات أو عدم اشتغالها (inadaptable) لعدم توفرها على manometre»». وتساءل نور الدين ميسر، كاتب المكتب المحلي لمستشفى محمد الخامس، التابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، «كيف يمكن الجمع بين عدة اختصاصات في الإنعاش في مصلحة واحدة (الإنعاش الطبي والجراحي والأطفال) مع ما يشكله ذلك من خطر على مرضى هذا القسم الحساس وعلى الممرضين والأعوان العاملين فيه، فضلا على توافد النسوة اللواتي يعانين بعد الولادة من مشاكل صحية خطيرة». ودعا النقابيون الجهات المسؤولة إلى حلّ المشاكل التي يعاني منها المستشفى للحلول دون حدوث «سكتة قلبية» مُحتمَلة تهدد هذا المرفأ الحساس. وقد اتصلت «المساء» عدة مرات بإدارة المستشفى، غير أن هاتفها ظل يرن دون مجيب.