نظم العشرات من الأطباء والممرضين والموظفين بمستشفى محمد الخامس، وقفة احتجاجية أول أمس الأربعاء، بسبب الأوضاع السيئة التي يعاني منها المستشفى، وتماطل الجهات المسؤولة في تنفيذ إصلاحات جذرية. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بعجز الإدارة عن حل المشاكل، التي يتخبط فيها المركز الاستشفائي، الذي يقصده المرضى من مختلف مدن الجهة، وهو أيضا المستشفى الأكبر والرئيسي في مدينة يزيد عدد سكانها عن المليوني نسمة. وتسبب تعطل جميع الآليات والأجهزة الطبية داخل مستشفى محمد الخامس في مزيد من الاحتقان بين النقابات وإدارة المستشفى، وحتى المصعد الوحيد داخل المستشفى تعطل في الأيام الأخيرة، وهو ما أدى إلى ارتباك كبير في عدد من الأقسام، خصوصا الحرجة منها، كالمركب الجراحي ومصالح الإنعاش. وقالت مصادر نقابية إن مجموعة من العمليات التي كانت مبرمجة الأسبوع الماضي توقفت بسبب رفض الأطباء نقل مرضاهم إلى المركب الجراحي بواسطة حمالات شبيهة بتلك التي يستعملها رجال الوقاية المدنية. وتقول نفس المصادر إن المصعد الحالي عندما كان يشتغل كان يتم استعماله لنقل المرضى كما يستعمل أيضا لنقل النفايات الطبية الخطيرة، إضافة إلى وجبات الأكل التي تقدم للمرضى داخل المستشفى، وهو ما استغربت له مصادر طبية، ودعت إلى فتح تحقيق في هذا الأمر. وعبرت مصادر طبية مسؤولة عن استغرابها لعدم تغيير مصعد المستشفى، بينما أجريت صفقة حول هذه العملية وفازت بها إحدى الشركات، لكنها لم تعمل على استبدال المصعد. من جهة أخرى، استنكر المحتجون عدم تحرك إدارة المستشفى في اتجاه إصلاح العطب الذي يصيب جهاز «السكانير» باستمرار، الأمر الذي يضطر معه المرضى الراغبون في إجراء الفحوصات بواسطة «السكانير» للجوء إلى المصحات الخاصة، وهو ما يكلفهم مبالغ مالية باهظة. وكانت المطالب النقابية حاضرة بقوة في الوقفة الاحتجاجية، إذ عبر نقابيون عن استيائهم الشديد مما وصفوه ب«التماطل والتعامل غير الجدي مع ملفهم المطلبي». وتطالب الهيئات النقابية المسؤولين عن هذا المركز الاستشفائي والمستشفيات الأخرى بإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يعاني منها رجال الصحة بالإقليم، ورد الاعتبار للمؤسسات الصحية وللعاملين بها، وذلك بتوفير وسائل العمل الضرورية من أجل تقديم الخدمات للمواطنين.