تتواصل فعاليات مهرجان «كرنفال إمعشار» بتيزنيت، بإحياء تقاليد مهددة بالاندثار في عموم الأحياء الشعبية بالمدينة، حيث خرج مقنعون يرتدون أزياء وأقنعة تراثية مكونة من جريد النخل والحلزون، مرتدين أثوابا خشنة ومواد كرتونية وأواني وقبعات فلاحية وتسابيح وأدوات فلاحية مختلفة، بالإضافة إلى خضروات يتم تقطيعها على شكل حلي نسائية، كما عمد المنظمون هذه السنة إلى إخراج مجسمات عملاقة تمثل شخصيات بدوية استهوت الكبار قبل الصغار، وشاركت في إحياء طقوس «إمعشار» بعدد من الشوارع الرئيسية بالمدينة. وقد حرصت جمعية «إسمون للأعمال الاجتماعية والثقافية والمحافظة على التراث»، صاحبة الفكرة وراعية «الكرنفال» الذي جاب عددا من الأزقة والشوارع الرئيسية للمدينة، في تنظيمها لهذه التظاهرة الكبرى على بلورة إطار تنظيمي لفرجة «إمعشار»، واحتضان كافة الأفكار والاقتراحات الكفيلة بتطوير وتجديد الفرجة ودوام استمراريتها، خاصة في ظل الإقبال الجماهيري المتزايد على مجموعة من الأشكال التراثية المحلية وفرجة إمعشار بالتحديد. وفي السياق ذاته، حرص المنظمون على تثمين كافة المظاهر التراثية المحلية وجعلها تتبوأ مكانة متميزة على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني والدولي، فضلا عن إشراك «إمعشار» في جهات مختلفة لتبادل الخبرات والتجارب وتنويع الفرجة، بغية تحقيق الجودة والتطوير المتجدد والانفتاح والتعايش الثقافي. ومما لا شك فيه أن هذه التظاهرة، تشكل مناسبة لكل الفعاليات الثقافية المحلية، وفرصة كذلك للفعاليات الاقتصادية لتأكيد حضورها ضمن أكثر الأشكال التراثية شعبية لدى سكان تيزنيت ونواحيها، من خلال احتضان فقرات متنوعة من قبيل معرض المنتوجات المحلية بساحة المشور التاريخية، و»كرنفال «إمعشار» الذي جاب شوارع المدينة، وقدم فرجات متنوعة بساحتي المشور والاستقبال، علاوة على السهرة الختامية التي ستستضيف في اليوم الرابع والأخير من التظاهرة عددا من المجموعات الغنائية الهامة، كمجموعة «إزنزارن» عبد الهادي ومجموعة «المشاهب» ومجموعة «بنات أودادن». وبالموازاة مع الفرجة الشعبية المقدمة في إطار المهرجان، نظمت عدة ورشات تكوينية إعدادية حول تقنيات القناع واللباس والسخرية، وكيفية كتابة حرف «تيفناغ» بالإضافة إلى ورشة الحكايات الشعبية، وهي الورشات التي استفاد منها عدد كبير من تلاميذ الجمعيات والمؤسسات التعليمية بتيزنيت، وقد لقيت مختلف فقرات المهرجان تجاوبا منقطع النظير، كما استقطب المهرجان عددا كبيرا من ضيوف المدينة المغاربة منهم والأجانب.