تسبب انهيار مفاجئ في موسم سيدي علي بن حمدوش بضواحي مكناس، أول أمس السبت، في وفاة شخص. وتسبب الحادث الذي تزامن مع انطلاق الموسم الذي اقترن اسمه، في الآونة الأخيرة، بتوافد الشواذ عليه، في حالة من الهلع وسط مئات الزوار الذين بدؤوا في التوافد على هذه القرية التي تبعد عن مدينة مكناس بحوالي 15 كيلومترا. وانجرفت الأتربة والصخور بالقرب من شجرة «للا عيشة»، في أعلى القرية، مما أدى إلى إصابة عدد من الزوار بجروح خفيفة، فيما تدخلت عناصر الوقاية المدنية لانتشال الضحية المتوفى من تحت الأنقاض. ونقل المصابون إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس لتلقي العلاجات. وتدخلت السلطات المحلية لمنع الزوار من نصب خيامهم بالقرب من الجرف المنهار تجنبا لتكرار سيناريو الانهيار، خاصة أن المنطقة قد شهدت ولا تزال تساقطات مطرية غزيرة، قيل إنها كانت من بين الأسباب الرئيسية لحدوث الانهيار. وفي السياق ذاته، حذرت المصادر من حدوث كارثة صحية في الموسم بسبب تلوث المياه السطحية والجوفية في البلدة، نتيجة اختلاط دماء الذبائح التي تسيل بالقرب من شجرة «للا عيشة»، وتنفذ إلى المياه الجوفية وتختلط مع المياه السطحية، في غياب أي إجراءات للمراقبة. وتستعمل هذه المياه في حمامات «شعبية» مخصصة للنساء العواقر والعوانس أسفل البلدة، قبل أن يعمدن إلى التخلص من ملابسهن الداخلية، واقتناء أخرى جديدة. وقد سبق لمياه هذه البلدة أن أودت، في سنة 1995، بحياة ثلاثة أشخاص. وقالت المصادر إن الأشخاص المتوفين حينها تعرضوا للإصابة بمرض «التيفويد»، وهو من الأمراض الفتاكة التي يسببها تلوث المياه. وانطلق الموسم في ضاحية مكناس وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل رجال الدرك وعناصر الاستعلامات والشرطة القضائية لولاية أمن مكناس، لمنع «تسلل»، عبر الطريق العمومية والأحراش، الشواذ إلى الموسم لممارسة طقوسهم الغريبة. وشهدت السنوات الماضية عدة اعتقالات في صفوف الشواذ المغاربة الذين يعتبرون أن موسم سيدي علي بن حمدوش موسمهم. وقد تم وضعهم رهن الحراسة النظرية في مدرسة ابتدائية عادة ما يتم تحويلها في أيام الموسم إلى سرية للدرك وثكنة للقوات المساعدة. وأحيل عدد كبير منهم في حالة اعتقال على المحكمة الابتدائية للمدينة.