تحولت الاحتفالات بذكرى المولد النبوي في جماعة تازروت القروية بمنطقة مولاي عبد السلام التابعة لإقليمالعرائش، إلى حداد عام وغليان شعبي، بعدما جرف نهر تليامين، أول أمس الخميس، فتاة في الخامسة عشرة من عمرها، أثناء محاولتها عبور النهر، دون أن يظهر لها أثر إلى حدود منتصف يوم أمس الجمعة. ونقل شهود عيان استمرار عمليات البحث على جانبي النهر، الذي يفصل بين دواري تليامين والحصن، بعدما تجندت ساكنتا الدوارين للبحث عنها، رغم استمرار هطول الأمطار الغزيرة، التي كانت سببا في ارتفاع منسوب المياه في النهر، وزيادة سرعة جريانه. الفتاة المسماة «نورة حمدان» والبالغة من العمر 15 سنة، فقدت توازنها أثناء محاولتها عبور النهر رفقة أخويها جواد ونبيلة، بعد عودتهم من مدينة طنجة، حيث تشتغل الأخت الكبرى بأحد المعامل، إلى دوار تليامين حيث تقطن عائلتهم، من أجل قضاء عطلة المولد النبوي، وهو الدوار الذي يصبح كل فصل شتاء معزولا عن العالم الخارجي خلال موسم الأمطار، بما فيه السوق الأسبوعي القريب. وقد تمكن الأخوان من النجاة بعدما دفعهما النهر، الذي يبلغ عرضه بين 20 و50 مترا، إلى ضفته، فيما اختفت الأخت الصغرى عن الأنظار، ولم تتمكن عناصر الوقاية المدنية، التي قدمت إلى المكان في الساعة العاشرة من ليلة الخميس، من مباشرة عمليات التفتيش بسبب صعوبة الظروف المناخية. وبعد علمها باختفاء أختها، حاولت نبيلة، أخت نورة، الانتحار عبر الرمي بنفسها في النهر، بعدما علمت بفقدان أختها عند استيقاظها من الغيبوبة، بينما توجد والدتها في حالة انهيار عصبي، نظرا إلى وجود ابنيها الناجيين في الجانب المقابل من النهر، وعدم تمكنها من التواصل معهما. من جانبه، أكد رئيس الجماعة القروية لتازروت، أحمد الوهابي، في اتصال مع «المساء» أن خطر الانجراف يتهدد الساكنة في كل فصل شتاء، بسبب غياب قنطرة على النهر، رغم وجود اتفاقية لإنشائها منذ سنة 2009، نظرا إلى تماطل وكالة تنمية أقاليم الشمال في تسليم مبلغ 100 مليون سنتيم رصدت لبناء القنطرة. وأكد الوهابي أن مستشاري الجماعة سيعقدون لقاء عاجلا صباح الاثنين لمناقشة الحادثة المفجعة، وأن أعضاء المجلس اتفقوا على تقديم استقالة جماعية إلى عامل الإقليم، في حالة ما إذا لم تتعهد السلطات الإقليمية والجهوية، ممثلة أساسا في وكالة تنمية أقاليم الشمال، بإيقاف إهمالها لهذه المنطقة، «إذ لا يعقل أن يغيب رئيس الدائرة والقائد عن مجرد الحضور إلى مكان الحادثة لدعم السكان ولو معنويا، كما لا يعقل أن تصرف 100 مليون لبناء قنطرة وتبقى محجوزا عليها لمدة أربع سنوات». يشار إلى أن الجماعة تعيش حالة غليان كبير، وسط مطالب بتنظيم مسيرات احتجاجية نحو عمالة إقليمالعرائش، فيما سيدرج مجلس الجماعة مطلبا بالتحكيم إلى رئيس الحكومة، ضمن دورة فبراير المقبل، ضد وكالة تنمية أقاليم الشمال.