اختلفت الآراء بخصوص أداء المنتخب الوطني لكرة القدم في مباراته الأولى أمام أنغولا في افتتاح تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012، بين من يرى أن «الأسود» قدموا أداء مشجعا في أول ظهور لهم، وبين من اعتبر التعادل مخيبا للآمال، وأن المنتخب الوطني أفلت من الهزيمة خصوصا في الجولة الثانية، التي بسط فيها المنتخب الأنغولي سيطرته المطلقة، وهدد في أكثر من مرة مرمى الحارس نادر لمياغري. هذا الاختلاف في التقييم، يعكس في حقيقة الأمر رؤيتنا لهذا المنتخب، فبقدر ما يرغب الجمهور الرياضي في أن يتفاءل ويتطلع إلى المستقبل، فإن خيبات السنوات الماضية تشده إلى الخلف وتفرمل طموحه، وتجعله يتوجس، ويكتم أنفاس تفاؤله. قطعا، مازال المنتخب الوطني في حاجة إلى عمل كبير، ليصبح واحدا من أقوياء القارة الإفريقية، وليمضي في الاتجاه الصحيح ويتحول إلى رقم صعب في المعادلة، ولكي يكون ذلك، علينا أن نكون واقعيين، فقد قدم المنتخب الوطني جولة أولى من طراز جيد، طبعها بأدائه وخلق فرصا سانحة للتسجيل، وكان قريبا من هز الشباك في أكثر من مرة، كما شاهدنا لاعبين يخوضون المباراة بقتالية كبيرة، وبروح جماعية، وهي أمور كانت إلى وقت قريب غائبة عن المنتخب الوطني، كما شاهدنا مدربا يعمل تحت الضغط، ويعرف أن جمهورا كبيرا ينتظر من هذا المنتخب أن يترك بصمته، وأن لا يعيد سيناريو السنوات الماضية، عندما كان يقصى من الدور الأول. وفي مقابل التفاؤل الذي رسمته الجولة الأولى، فإن الجولة الثانية لم تكن كذلك، فقد نزل إيقاع اللاعبين، وبدا بعض اللاعبين شاردين، كما هو حال عادل هرماش الذي ترك شوارع في وسط الميدان، ولم تكن لديه القوة الكافية ولا البديهة لوقف المد الأنغولي، مثلما كان الظهير الأيسر عبد الحميد الكوثري شبه غائب عن المباراة. أيا يكن، فإن التعادل في بداية المشوار أمام منتخب أنغولي جيد، ويخوض لاعبوه المباريات في مابينهم منذ فترة طويلة، ليس مخيبا، بل قد يكون التعادل أمامه مشجعا، ودافعا لإصلاح الأخطاء وانتزاع الفوز أمام الرأس الأخضر في المباراة الثانية، المقررة يوم الأربعاء المقبل، فطريق الدور الثاني تبدأ بالتهام أسماك الرأس الأخضر وانتزاع النقاط الثلاث، قبل «معركة» الحسم أمام البلد المنظم جنوب إفريقيا الذي لم يظهر بأداء جيد في مباراة الافتتاح، وخيب آمال جمهوره.