يعقد الكثير من المغاربة آمالهم وأمانيهم في أن يحقق المنتخب المغربي لكرة القدم نتائج إيجابية في كأس إفريقيا للأمم "CAN" التي تنطلق السبت 19 يناير الجاري، ويخوض فيها "أسود الأطلس" مباريات المجموعة الأولى ضد منتخب جنوب إفريقيا البلد المضيف للدورة، ومنتخب أنغولا، ومنتخب أرخبيل الرأس الأخضر الذي لم يسبق له التأهل إلى كأس إفريقيا من قبل. هسبريس حاولت استمزاج آراء العديد من المواطنين الذين يشجعون المنتخب المغربي لكرة القدم، فعبَّرت النسبة الغالبة من جمهور "الأسود" عن تفاؤلهم الكبير في أن يُشرّف اللاعبون البلاد بتحقيق نتائج جيدة حتى لو لم يتم إحراز الكأس الإفريقية، فيما ذهب البعض إلى أن حال المنتخب لن يتغير كثيرا لأن الطاوسي قبِلَ بالمنتخب في ظروف صعبة، غير أن الجميع اتفق على وجود إرادة صلبة لدى كافة مكونات الفريق الوطني على تجاوز خيبات الكؤوس القارية الماضية. "الأسود" جائعة محمد قجار، رجل تعليم، أعرب عن ثقته الكاملة في من وصفهم بالكوماندو الشاب الذي يشرف عليه الإطار الوطني رشيد الطاوسي، لأن الكثير من اللاعبين يخوضون لأول مرة غمار منافسات الكأس الإفريقية، وهو ما يعد عام دافعا ومحفزا لمزيد من الجدية والعطاء. وقال مناصر "أسود الأطلس"، في تصريح لهسبريس، إن جميع المؤشرات التقنية والمعنوية توحي بأن المنتخب المغربي سيحقق نتيجة التأهل إلى الدور الثاني، متوقعا أن يفوز على الرأس الأخضر وأنغولا، ثم يتعادل مع جنوب إفريقيا الذي يلعب أمام جمهوره وعلى أرضه، على حد تعبير هذا المشجع. ويرى عبد المنعم الرشيدي، مهنته حلاق، بأن المغاربة كلهم وراء أشبال الطاوسي في مهمتهم الكروية الحاسمة في أدغال جنوب إفريقيا، لكون "المغاربة كا يْموتو على الراية الحمراء والنجمة الخضراء"، وفق تعبير المشجع الذي زاد بأن "الأسود" لن يرضوا سوى بالتهام "الأولاد" وهو لقب منتخب الجنوب إفريقي، وافتراس "الفهود السمراء" الذي يُطلق كلقب للمنتخب الأنغولي. وتابع المتحدث بأن التفاؤل في تسجيل نتائج إيجابية حاضر لكون رشيد الطاوسي مدرب ذكي ويعتمد أساسا على الجانب النفسي من خلال العمل على تحفيز اللاعبين بطريقته الخاصة على بذل الجهود الممكنة لإسعاد ملايين المغاربة، وأيضا بفضل مَلَكة التواصل التي يتميز بها وقربه الوجداني من اللاعبين سواء الذين يمارسون داخل الدوري المحلي أو الذين يلعبون في الدوريات الأجنبية. وسار علي الزغدودي، مجاز عاطل، على نفس منوال سابقيه من حيث جرعة التفاؤل بتحقيق نتائج مرضية في الكأس الإفريقية، مضيفا في تصريحات لهسبريس بأن النتائج المخيبة السابقة للفريق الوطني دفعته إلى النفور من متابعة مبارياته رغم حبه العميق له، قبل أن يتراجع عن ذلك عند تولي مدرب وطني كفؤ دفة تدريب "أسود الأطلس" لعلها تقود إلى الزئير من جديد بعد طول غياب" يقول هذا الشاب. عصا سحرية؟ وإذا كان المتفائلون قد ربطوا تحقيق النتائج الطيبة المُرتقبة للمنتخب المغربي لكرة القدم بعوامل رئيسة، من قبيل المدرب "ابن البلد"، والعزيمة الشديدة على الفوز، وتحدي الذات وإثبات الوجود بالنسبة لعدد من اللاعبين الممارسين في الداخل والخارج، فإن هناك عددا من الجمهور لا يثقون في قدرة كتيبة الطاوسي على امتلاك عصا سحرية تجعلهم يهزمون الفرق الإفريقية المنافسة. عادل الفطومي، صاحب شركة خاصة في التعليب، أحد هؤلاء المُشككين في قدرات الفريق الوطني في الظرفية الزمنية الراهنة، حيث قال في تصريحات لهسبريس إنه بقدر ما يتمنى بالفعل أن يحقق لاعبو المنتخب ما عجز عنه السابقون في دورات فائتة، باستثناء دورة 2004 في تونس عندما بلغ "أشبال" بادو الزاكي حينها المباراة النهائية، بقدر ما يجد أن تحقق ذلك على أرض الواقع تلفه عراقيل موضوعية قد تُجهض كل الأماني المعلقة على "سُفراء" المغرب، وفق تعبير الفطومي. واسترسل المتحدث بأن التفكير المنطقي يقول إن تسلُّم الطاوسي لمهمته كان تحديا كبيرا من طرفه يصل إلى حد "المغامرة" التي يُشكَر عليها على كل حال، مشيرا في الوقت ذاته إلى نقص التجربة في "أرجل" العديد من اللاعبين، وهو الشيء الذي يحد كثيرا من الأماني والآمال، يختم هذا المشجع تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية. تعويض الخيبات وعزا إعلاميون مختصون مشاعر التفاؤل التي تنتاب قطاعات عريضة من الجمهور المغربي، إزاء ما قد تجود به أرجل لاعبي "أسود الأطلس" في الكأس الإفريقية التي تحتضنها جنوب إفريقيا، إلى أحاسيس الخيبة والإحباط التي ألمت بالمغاربة في منافسات كروية سابقة، وهو ما يرغبون في تعويضه عبر التمني بأن يصلح "كوماندو" الطاوسي ما أفسده الدهر. هشام رمرام، الصحفي في "راديو مارس"، قال في تصريحات لهسبريس إن التفاؤل الذي عبّر عنه الجمهور المغربي يعد منطقيا، ليس لأنه نابع من اقتناع تام بقوة منتخبه، بل لأنه يعبر عما يتمناه هذا الجمهور المحبط، جراء توالي الخيبات والنكسات التي بلغت حدا لا يطاق مع البلجيكي إيريك غيرتس". وأردف رمرام بالقول: "هذه الجماهير تتوق إلى رؤية منتخبها يقارع كبار القارة وينافسهم على لقب أرى أنه صعب المنال على الكرة المغربية في الوقت الحاضر، طالما أن الكرة الإفريقية تطورت بشكل ملحوظ بينما كرتنا تراجعت على مستويات عدة". وبالنسبة لبدر الدين الإدريسي، رئيس تحرير جريدة "المنتخب" الرياضية، فإن "المغاربة يريدون من رشيد الطوسي أن يدلهم على فريقهم الوطني الذي خرج ذات يوم من عرينه ولم يعد إليه، ويريدون منه أن يصالحهم مع أسودهم بعد سنوات الوجع والجفاء والضياع". واسترسل الإدريسي، كاتبا في زاويته "كلمات أشياء"، بأن "المغاربة يريدون من الطوسي شيئا يعطيهم الأمل في المستقبل، وينسيهم ما كان من كدمات وصدامات"، لافتا إلى أن "الطوسي يملك كل ذلك، فهو يملك الطموح والقدرة على تفجير الطاقات، ويملك فوق هذا وذاك الحظ الذي من دونه تنتحر الأحلام".