دعا المؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية منظمة الأممالمتحدة إلى بلورة قوانين تجرم كونيا الإساءة إلى الأديان، كيفما كان نوعها. كما طالب حكومات الدول الإسلامية بسن تشريعات محلية تجرم كل ما من شأنه أن يمس بالأديان، ودعم حضور السيرة في المناهج التربوية، مع إيلاء اهتمام خاص لما أسماه «جوهر الشورى». وشدد البيان الختامي للمؤتمر، الذي انعقد الأسبوع الماضي على مدى ثلاثة أيام بالعاصمة السودانية الخرطوم، على ضرورة «قيام الأممالمتحدة بسن قوانين تجرم الإساءة إلى كافة الأديان ومعاقبة مرتكبيها». كما شملت التوصيات النهائية للمؤتمر، الأول من نوعه في العالم الإسلامي، العديد من المجالات، وفي مقدمتها البحث العلمي والإعلام والتعريف بالسيرة النبوية. فقد أعرب البيان الختامي للمؤتمر عن الحاجة في الظرفية الراهنة إلى أكاديمية عالمية متخصصة في نشر الهدي النبوي والرد على الشبهات، إضافة إلى تدريب أطر التعليم والتدريس على تقنيات تلقين السيرة النبوية، وفق طرق حديثة وجذابة في مجال التدريس. وفي السياق ذاته، وجه المؤتمر للدول الإسلامية من أجل تدعيم حضور السيرة النبوية في المناهج التعليمية. وكان لافتا إقدام البيان الختامي على المطالبة بإيلاء مزيد من الاهتمام بموقع الشورى في السيرة النبوية العطرة. وبخصوص التعليم العالي، تم التركيز على الحاجة إلى تشجيع الأبحاث والدراسات التي تتناول القضايا التي تستأثر باهتمام المجتمعات الإسلامية في العصر الحالي، مع إيلاء اهتمام بالغ لدراسة التحديات التي تواجهها هذه المجتمعات. وخص المؤتمر الباحثين والمؤسسات الأكاديمية بملتمس عقد مؤتمرات حوارية يستدعى إليها المعتدلون من باقي الأديان للتعريف بالسيرة النبوية، بالموازاة مع توجيه نداءات لأكبر قدر ممكن من المؤسسات الإعلامية لتناول قضية السيرة النبوية. وعلاقة بالمؤتمرات، دعا البيان سالف الذكر إلى «عقد مؤتمر عالمي خاص بالمرأة لطرح قضاياها ومساهماتها من منظور إسلامي وعلى ضوء السيرة النبوية، ومؤتمرات دولية لطرح الهدي النبوي لمعالجة قضايا المرأة». ولدعم التواصل في مجال السيرة النبوية، طالب المؤتمرون بإحداث مواقع على شبكة الإنترنت للتعريف بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم على أن تتوفر مضامين هذه البوابات الإلكترونية باللغات الحية، وفي مقدمتها اللغتان العربية والانجليزية. كما تم التأكيد على ضرورة تضمين هذه الآليات المتاحة في العالم الافتراضي مواد علمية موجهة لتربية النشء على الأخلاق الإسلامية انطلاقا من السيرة النبوية وغرس محبة الرسول في نفوس الأجيال الصاعدة، بتشجيع الباحثين والأدباء بتحويل السيرة إلى قصص قصيرة بأسلوب يناسب قدرات الأطفال. وركزت توصيات المؤتمر نفسه على الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في العالم الإسلامي والعربي؛ لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام ولنبي الرحمة. وفي السياق ذاته، ألح المؤتمرون على مواصلة «العمل الجاد على إنشاء قنوات فضائية إسلامية ودعوية متخصصة في الشأن النسائي في كل مجالات العمل الإسلامي عامة». وقد حظيت المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في مختلف أنحاء المعمور باهتمام ملحوظ في البيان الختامي للمؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية. وطالب البيان بتقوية دورها في نشر السيرة النبوية عبر تزويد المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في العالمين الإسلامي والغربي بكتيبات تعريفية وأقراص مدمجة تحتوي تقديما مبسطا لحياة الرسول. وشارك في المؤتمر عشرات العلماء والباحثين المتخصصين في السيرة النبوية من مختلف الدول الإسلامية، وتضمن جدول أعماله مواضيع عدة مستمدة من فقه السيرة النبوية مثل تفسير وتنزيل الأحكام في الواقع، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المرأة، وتعامله مع غير المسلمين.