أثار الشاب الذي أقدم على حرق نفسه مساء يوم السبت الماضي في طنجة، العديد من ردود الفعل المتعاطفة معه بعدما التجأ إلى الأسلوب «البوعزيزي» للفت الانتباه إلى وضعية صغار العمال العاجزين عن إجبار أرباب العمل على منحهم مستحقاتهم وتسوية وضعيتهم القانونية. وكان الشاب «عبد الحق لغسير» المتحدر من نواحي مكناس والبالغ من العمر 26 عاما، قد لجأ إلى صب البنزين على جسمه وإضرام النار في نفسه داخل أحد المطاعم الموجودة في ساحة الروداني بطنجة، بعدما رفض رب العمل «أ.ب» منحه مستحقاته المالية المتراكمة، حسب ما ورد في بيان الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي أوردت أيضا أن مشغل الضحية كان يهدده بتحريض ضابط شرطة من معارفه عليه، بعدما «احتال» عليه ورفض تسوية وضعيته القانونية تنفيذا لوعود سابقة. وأعلنت الجمعية الحقوقية عن مؤازرتها للشاب الذي أصيب بحروق من الدرجة الثانية نقل على إثرها من مستشفى محمد الخامس بطنجة صوب مستشفى ابن سينا في الرباط، علما أن الحريق التهم 85 في المائة من جسده، وقد دعت الجمعية إلى فتح تحقيق في القضية، كما أن الشاب الضحية لقي تعاطفا واسعا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، التي دعا روادها، كما هو شأن مجموعة من الحقوقيين، إلى الحد من حالات الطرد التعسفي والحرمان من المستحقات، علما أن جل العمال من أمثال الشاب «ع.ل» لا يتوفرون على أي وثيقة تثبت حقوقهم المهنية.