ما تزال الثلوج تحاصر عددا من المداشر المتاخمة لجبال الأطلس المتوسط بسبب انقطاع الطرق المؤدية إليها، وهو ما يعمق معاناة الأهالي من العزلة عن العالم جراء التهميش وغياب المرافق الضرورية. وذكر مصدر حقوقي من قرية أيت حنيني (إقليمخنيفرة) أن ساكنة هذه القبيلة، البالغ تعدادها 4100 نسمة، ظلت منذ أسبوع في عزلة تامة عن العالم بسبب تراكم كميات الثلوج بالمنطقة، مؤكدا أن سيدة في ال19 من عمرها أجهضت بعد 9 ساعات من المخاض بعد تعذر نقلها إلى المستشفى الإقليمي بمدينة خنيفرة الذي يبعد عن الدوار ب80 كيلومترا. وقال مصطفى العلاوي، منسق باللجنة المحلية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان (فرع خنيفرة)، إن حوالي 40 أسرة بمدشر أمزا الذي يبعد ب5 كيلومترات عن قرية أيت حنيني، ما تزال مجهولة المصير منذ أكثر من 5 أيام بسبب محاصرة الثلوج للمنازل وقطعها للمسالك المؤدية إليها. ودعا العلاوي الجهات المسؤولة إلى التعجيل بالتحرك من أجل فك العزلة عن المحاصرين الذين يضطرون إلى الاقتيات على الخبز والشاي فقط. وأضاف أن أطفال هذه القبيلة وشيوخها مهددون بسبب موجة البرد القارس الذي يجتاح المنطقة منذ مدة، مرجحا أن تكون موجة الصقيع هاته وراء وفاة رضيع خلال الأسبوع الماضي. وأشار المتحدث إلى أن معاناة قبيلة أيت حنيني لا تختلف عن مثيلاتها أنفكو وتونفيت وباقي قرى المغرب المهمش، مؤكدا أنه بالإضافة إلى اضطرار 735 أسرة بقرية أيت حنيني إلى مواجهة تحدي الحاجة وبذل الجهد الكبير في سبيل توفير العيش اليومي، فإنها محرومة من الحق في العلاج والتطبيب، خصوصا بعد إغلاق المستوصف الصحي الوحيد منذ سنة 1998، مضيفا أن عددا من النساء قضين إثر تعرضهن لمضاعفات خطيرة أثناء الشهور الأخيرة من الحمل وخلال الوضع، كما أن 4 نساء حوامل لم يضعن خلال هذا العام مواليدهن بسبب غياب مصحة بالمنطقة، إضافة إلى 8 نساء أخريات وضعن حملهن وهن في طريقهن إلى المستشفى الإقليمي بمدينة خنيفرة.