عرفت ساحة مسجد طارق في سيدي البرنوصي في الدارالبيضاء، عشية الثلاثاء الماضي، حركة غير عادية وازدحاما في الشارع الرئيسيّ بسبب وقفة احتجاجية نظمها الباعة المتجولون، الذين منعتهم السلطات المحلية من مزاولة التجارة في المكان المذكور، بعدما قامت، في الأسبوع المنصرم، بتشتيت سلعهم، مستعينة بالجرّافات وعناصر القوات المساعدة. وقد صدحت أصوات المحتجّين بشعارات تطالب بالكرامة والخبز وتندّد بالقمع والتعسف اللذين يقولون إنهما طالا مستقبلهم المهنيّ كتجار مُتجوّلين قضوا حوالي 30 سنة في هذه المهنة، التي لا تستفيد من قانون ينظمها. واعتبر المحتجّون، الذين عاينت «المساء» احتجاجهم، أن ما لحقهم هو «ظلم وطغيان ويتناقض مع الشعارات التي رفعتها الحكومة». ووزع المحتجّون من الباعة المتجولين بلاغات على المواطنين يدينون فيها التدخلات، التي وصفوها ب «التعسفية واللا قانونية». وقد شارك في هذه الوقفة، التي دعت إليها النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، بمختلف فروعها، أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وتحولت الوقفة من منحاها الاجتماعيّ إلى طابع سياسي طغا على الشعارات التي رددها المُحتجّون. واعتبرت النقابة، في بيانها، أن ما قامت به السلطات من اعتداءات ومن إغلاق باب الحوار «سلوكات الشاذة» تتناقض مع شعارات الحكامة وسياسة القرب، مُهدّدة بالاستمرار في الاحتجاج وتنظيم اعتصام جماعيّ. في السياق ذاته، طالبت جمعية التقدم للأسواق النموذجية في البرنوصي، التي لم تشارك في الوقفة، في شخص رئيسها رشيد مشهور، بحوار عاجل مع العامل من أجل إيجاد حل للباعة المتجولين الذين أكد انهم يواجهون مصيرهم مع البطالة بإيجاد بديل لهم وتنظيمهم بشكل قانونيّ، مطالبا بإحداث سوق نموذجيّ يضم بائعي الزنقتين 28 و39 وساحتي السينما والمسجد. من جهة أخرى، أكدت مصادر من المنطقة أنّ الحملات التمشيطية مستمرة ضد الأرصفة والمقاهي والباعة العشوائيين المتواجدين بسوق حي طارق وأن مجموعة من أفراد قوات المساعدة ما زالت مرابطة في الأمكنة التي طالها الهدم.