في إطار تحرير الملك العمومي، قامت السلطات بعمالة سيدي البرنوصي، أول أمس الخميس، بحملة هدم واسعة، شملت مجموعة من الخيام المنصوبة والمنصات الحديدية والعربات الثابتة، وواجهات بعض المقاهي، ومحلات متخصصة في المأكولات السريعة، بكل من زنقة 39 بحي طارق وجزء من شارع أبي ذر الغفاري، المعروف بشارع «شوفوني» والزنقة 28 بحي أمل 1 المجاورة لمسجد طارق. وقد استعانت السلطات، لاسترجاع الملك العمومي، بجرافات وشاحنات ومجموعة من أعوان السلطة والقوات العمومية وعناصر الأمن، حيث امتدت عمليات الهدم، منذ الساعة التاسعة صباحا إلى حدود الساعة الرابعة بعد الزوال. وبقدر ما خلفت هذه العملية، صدى طيبا في نفوس المواطنين والسكان القاطنين بهذه الأزقة، إلا أن هذه الحملة، لم تخل من تعسفات وتنكيل وضرب، ذهب ضحيتها عشرات من الباعة المتجولين، الذين يستغلون هذه الأزقة لعرض بضائعهم، حيث أصيبت مجموعة منهم بإصابات متفاوتة الخطورة، (كسور و رضوض)، ناهيك عن اعتقالات همت مجموعة أخرى، قبل أن يتم الإفراج عنها في نفس اليوم. وفي هذا الإطار، قال رشيد مشهور رئيس جمعية التقدم للأسواق النموذجية، إن الجمعية «ليست ضد تحرير الملك العمومي، لكنها ضد التعسف على الباعة المتجولين والتنكيل بهم ومطاردتهم»، مضيفا في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أن الجمعية راسلت في وقت سابق، عامل عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي، من أجل إعطاء أوامره «للجهات المختصة بالسماح لهم بمزاولة عملهم بطريقة عادية بالزنقة 39 بحي طارق والزنقة 28 بحي أمل 1 وذاك بمناسبة عيد المولد النبوي». وأكد رئيس الجمعية، أن الباعة فوجئوا بتدخل السلطات يوم الخميس، مطالبا في الوقت نفسه بإرجاع السلع المحجوزة إلى أصحابها، وفتح حوار جدي من طرف السلطات مع الجمعية لإيجاد حلول واقعية لوضعيتهم، وإخراج المركب التجاري لإيواء جميع الباعة المتجولين إلى حيز الوجود، المندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وفي نفس السياق، وبتأطير من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع البرنوصي، نظم الباعة والتجار، المنضوون تحت لواء جمعيات ونقابات مهنية ( نقابة سوق طارق ونقابة باب مسجد طارق المنضويتين تحت لواء الاتحاد الديموقراطي للتجار والحرفيين، نقابة 39 المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية للتجار والحرفيين، جمعية التقدم للأسواق النموذجية الممثلة ل لزنقة 39و28) صبيحة أمس، وقفة احتجاجية، أمام مقر العمالة، استنكروا فيها بقوة التعسفات التي طالتهم .