أفاد مصدر من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن السلطات بعمالة سيدي البرنوصي اعتدت، مساء الأربعاء المنصرم، على مجموعة من الباعة المتجولين، سيدة، ورجل، ونقابي، واعتقلت اثنين آخرين، أطلق سراحهما في ما بعد، ما اضطر الباعة المتجولين إلى الاعتصام أمام شرطة الطوارئ بسوق علق. وأوضح المصدر الحقوقي من فرع سيدي البرنوصي أن السلطات اعتدت على زهرة الدومي، بائعة متجولة، 52 سنة، أم لستة أطفال، تبيع الملابس الداخلية والجوارب، نقلت إلى المستشفى على متن سيارة الإسعاف، وقدمت لها الإسعافات، بعد أن أصيبت بنوبة نتيجة الاعتداء، الذي تعرضت له. وأشار المصدر الحقوقي إلى أن هذه الأم تعيل أطفالها من تجارتها البسيطة، كما أنها ملتزمة بأداء ألف درهم شهريا أجرة كراء البيت، الذي تقطن به وأسرتها. وأضاف المصدر أن القوات العمومية اعتدت أيضا، على سعيد الركراكي، بائع، 24 سنة، متزوج، وأب لطفلة، فيما اعتقل أحد أعضاء المكتب النقابي، عدنان برجاني، من طرف الشرطة، وآخر من طرف القوات المساعدة، أطلق سراحهما في ما بعد. وأضاف المصدر أن مصطفى حيسوف، عضو بالمكتب النقابي، تعرض بدوره للضرب من طرف قائد مقاطعة بسيدي البرنوصي، سقط مغشيا عليه، نقل على إثرها إلى المستشفى، وجرى اعتقاله بعد أن حاول تقديم شكاية للأمن، بخصوص الاعتداء الذي تعرض له، بعد أن جاء القائد رفقة شهود من أعوان وقوات مساعدة، فيما رفضت السلطات الأمنية، حسب المصدر الحقوقي، شهادة عدد كبير من الباعة المتجولين، وضمنهم حقوقيون، الذين اعتصموا أمام شرطة الطوارئ، بسوق علق، إلى ما بعد منتصف الليل. وأكد المصدر الحقوقي أن هذا الحادث خلف استياء وسط الباعة والمواطنين، الذين تابعوا أطوار هذه الممارسات، التي وصفها المصدر ب "اللاإنسانية" تجاه معطلين، وحاملي الشهادات، الذين بتجارتهم، يقول المصدر "يتحملون عبء الحياة". وأشار المصدر إلى أن سياسة شد الحبل بين باعة ساحة مسجد طارق، المنضوين تحت لواء المنظمة الديمقراطية للشغل، والسلطات المحلية بعمالة البرنوصي، متواصلة، وتساءل المصدر عن أسباب نهج هذه السلطات سياسة الكيل بمكيالين بين تجار ساحة مسجد طارق، وتجار شارع أبي ذر الغفاري، موضحا أن هذا التعامل أجج الغضب في أوساط تجار الساحة، لأن الباعة الذين يعرقلون السير بشارع أبي ذر الغفاري لا تتعامل معهم السلطات بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع باعة الساحة، الذين لا يعرضون بضاعتهم إلا بعد الساعة السادسة مساء. يذكر أن عمالة سيدي البرنوصي تعاني مشاكل عدة، جراء انتشار الأسواق العشوائية، وسيطرة الباعة المتجولين، على شوارع وأزقة، تحولت إلى أسواق، وفشل العمالة والسلطات في تدبير هذا الملف، بعد فشل مشاريع الأسواق النموذجية، بهذه العمالة.