تمكن معارضو حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، من استقطاب قيادات استقلالية تاريخية، من أبرزها امحمد الخليفة وعبد الحميد عواد وعبد الحق التازي، إلى صفوفهم في حربهم على القيادة الجديدة للحزب. وشكل اجتماع تنسيقي نظمه قياديو تيار «لا هوادة»، يوم السبت الماضي بالرباط، وحضره عبد الواحد الفاسي، المرشح السابق لمنصب الأمين العام، ونحو 100 من أعضاء المجلس الوطني، مناسبة لكسب دعم القيادات التاريخية للحزب للحركة المعلن عن تأسيسها رسميا يوم الجمعة الماضي لفضح ومواجهة خروقات القيادة الحالية للحزب. فيما لم تستبعد مصادر من تيار «لاهوادة»، الذي شرع في هيكلة نفسه على الصعيد الوطني، أن تعلن تلك القيادات التاريخية عن انضمامها رسما إلى التيار. وكان لافتا حضور كل من عبد الحق التازي ونعيمة خلدون ومحمد بنجلون أندلسي ورشيد أفيلال، فيما اعتذر كل من عبد الحميد عواد، ولطيفة بناني سميرس، عضو اللجنة التنفيذية السابقة، بالنظر إلى خضوع زوجها لعملية جراحية على القلب. إلى ذلك، لم يتوان الخليفة، الذي غاب عن الحزب منذ التحضير لانعقاد المؤتمر السادس عشر في 23 شتنبر الفائت، عن توجيه سهام نقده إلى القيادة الجديدة لحزب علال الفاسي، معتبرا خلال تدخله أن الحزب فقد في عهدها استقلاليته. الخليفة أبدى استهجانه لاتهامات شباط لعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، ب«مصرنة» المغرب، مؤكدا أن الاستقلال لم يكن في تاريخه خادما لأجندة الآخرين. وأوضح الخليفة أمام الحاضرين أن الأحداث التي عاشها حزب الاستقلال منذ المؤتمر تؤكد صواب ما ذهب إليه النداء الذي كان وجهه إلى «مناضلي ومناضلات حزب الاستقلال من أجل وضع مصلحة حزب الاستقلال فوق كلّ اعتبار»، داعيا إلى تأجيل موعد انعقاد المجلس الوطني لتنظيمه، وهو المقرّر في ال22 من شتنبر الجاري، إلى حين «تخطّي الأزمة التي يجتازها حزب الاستقلال». وفيما انتقد عبد الحق التازي المذكرة التي وجهها الخميس الماضي شباط إلى رئيس الحكومة، معتبرا أنها تتضمن بين ثناياها متناقضات، وجه رشيد أفيلال، عضو اللجنة التنفيذية السابق، انتقادات حادة إلى القيادة الجديدة للحزب، وبالأخص إلى الثلاثي عادل بنحمزة وعبد القادر الكيحل وعبد الله البقالي، وقال: «لم يسجل في تاريخ المغرب أن قيادة حزبية هبطت تشيّر على مواطنين بلكراسي»، معتبرا أن المجلس الوطني المقرر عقده يومي 10 و11 يناير فاقد للشرعية. إلى ذلك، ينتظر أن يحسم اليوم معارضو شباط من خلال لجنة مصغرة في 3 سيناريوهات بشأن المشاركة في دورة المجلس الوطني يوم الجمعة القادم، تزامنا مع إصدار القضاء حكمه في الدعوى الاستعجالية التي رفعت من أجل الطعن في انعقاد الدورة. وحسب مصادر استقلالية، فإن اللجنة المصغرة ستجد نفسها مطالبة بالحسم في السيناريوهات الثلاثة التالية: حضور دورة برلمان الحزب للتعبير عن عدم شرعيتها، أو مقاطعة الدورة وتنظيم تجمع وطني للاحتفال بذكرى المطالبة بالاستقلال 11 يناير بمدينة الرباط. فيما يتمثل السيناريو الأخير في تنظيم وقفة احتجاجية أمام باب المركز العام تزامنا مع عقد الدورة الثانية للمجلس الوطني.