يشارك الفنان التشكيلي المغربي بوشعيب خلدون في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بشرم الشيخ ما بين 14 و23 من الشهر الجاري، ويعتبر الفنان المغربي المقيم بالدوحة، في دولة قطر، أحد الوجوه الشابة التي طورت الأداء المهني في تصاميم الصحافة المغربية، كما يمثل الجيل الجديد من الفنانين المغاربة المجدين. مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء أنجز ورقة حول هذا الفنان، جاء فيها «رهيف الإحساس، هادئ الطبع٬ رومانسي الذوق٬ هي صفات تميز الفنان التشكيلي بوشعيب خلدون ويحاول طباعتها في أعماله الفنية بكل التجرد والعفوية التي تميز شخصيته التلقائية٬ التي ساهمت في أن يلج ابن البادية إلى العالمية من أبواب الفن التشكيلي الكليغرافي٬ وهو يدشن اليوم انطلاقا من قطر٬ حيث يقيم٬ محطة أخرى في مساره مع الريشة تتمثل في اختياره من ضمن 24 فنانا للمشاركة في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بشرم الشيخ ما بين 14 و23 يناير الجاري. بالرغم من صغر سنه٬ فالحديث للفنان بوشعيب خلدون يجعلك تصغي إلى كلام تشكيلي ملم بتفاصيل التشكيل أو الفنون كافة٬ يتحدث عن مسارات متعددة ويستعيد بين الفينة والأخرى رواد التشكيل المغربي أمثال الغرباوي والشرقاوي وآخرين من وضعوا أسس هذا الفن المغربي الحديث. عشق خلدون للون والشكل والوطن واللغة والحروف والرموز يجعله يسافر كثيرا ولو للحظات من الزمن في عالمه٬ لأن الرحلة هي امتداد للبحث والاطلاع على ثقافات أخرى تدفع المرء٬ يقول خلدون٬ ليكون سيد فنه لأنه من خصوصية العمل وانطلاقا من المحلية تبرز لنا العالمية بجلاء. مسارات الفنان متعددة٬ واشتغاله بالصحافة لعقدين من الزمن أكسبه خبرات كثيرة في التواصل وإغناء المعارف الفكرية والأدبية والفنية٬ فالفنان بوشعيب خلدون يكتب الفن في أعماله٬ حيث تجد اللون يتموقع داخل فضاء اللوحة بدراسة وتنسيق فتتجاور الحركية والسكون ويتعايش الثابت والمتحول في أعمال الفنان بوشعيب خلدون إلى جانب الكاليغرافيا التي تشكل جزءا من الثقافة الشمولية٬ ويوظفها لإضفاء هويته التي يعتز بها في عمله الفني. وأعماله لها تصور خاص وهي امتداد لتجارب سابقة امتدت لعقدين ونيف، والتي كان يشتغل فيها على الحركة والسكون والضوء النور انطلاقا من حركة دوران الأرض وحركة الطواف. يقول خلدون: «في اختياراتي لا أحبذ غالبا التحديد أو التموقع في خانة معينة٬ الأهم في العمل الفني هو أسلوب تناول المواضيع». «فضاءات للتواصل» معرضه الفني الذي أقامه مند سنوات في معهد سرفانتيس بالدارالبيضاء، وبعد سنة في اسبانيا، هو استباق لما يعيشه العالم من ثورة تكنولوجية وجبت٬ يقول خلدون٬ أن ينخرط في هذه الصيرورة٬ واختيار لغة التواصل كعنوان لمعرضيه بين الدارالبيضاء وسرقسطة الإسبانية. ولعل ارتباطه بالمجال الإعلامي وفنون الكرافيك جعله يكون دائم التجديد ولا ينحصر في أسلوب معين بل يجعل من التجديد والبحث أسلوبا دائما للبحث٬ يقول خلدون: «أنا أنتمي إلى المدرسة المغربية للفن التشكيلي٬ فهي قائمة الذات وهي موجودة بشكل جلي في كل تفاصيل الأعمال الفنية للفنانين المغاربة». وعن لغة التشكيل ولغة الكتابة٬ يرى خلدون٬ أن لغة التشكيل «تختلف عن لغة القول والكتابة وكل أصناف الفنون الأخرى٬ فانطلاقا من اللون إلى الأشكال إلى الفضاءات يمكننا أن نخاطب في الإنسان إحساسه ونجعله يعيش فترات من الحوار الثنائي مع هذه الألوان والأشكال بكل تفاصيلها٬ وجزئياتها٬ يعيش معك لحظة الولادة للعمل الفني٬ الذي ما هو إلا حمولة ثقافية متعددة الأبعاد٬ ولعل الجانب الاستيطيقي للعمل الفني يكون حاضرا بقوة وهو ما تفرضه علينا اللغة التشكيلية». فبدون جماليات٬ يضيف خلدون٬ «لا يمكننا أن نشد هذا المتلقي٬ فعلم الجمال يكون مكملا للعمل الفني ومن ثم تطرح لدينا مسألة التوظيف٬ كيف ومتى٬ يتساءل سائل٬ يمكن لمبدع أن يلتزم بجمالية الموضوع داخل فضاء اللوحة٬ نقول له إن الكون وكل ما يوجد فيه ما يشدنا إليه من إبهار هو جماليته ومن هنا نؤكد أن التوظيف لعلم الجمال في العمل الفني يأتي مع الممارسة وتمكن المبدع من ميكانيزمات العمل الفني». وفي رحاب اللوحة وعن فك طلاسيمها للمتلقي ولتقريبه من رسائلها٬ يعتبر خلدون٬ أن للرموز في العمل الفني دلالات خاصة، «إنها تولد من رحم الثقافات٬ تولد لتنتهي في المطاف إلى لغة تشكيلية تتوزع بين ما هو فني خالص وما هو شكل يفرض علينا أن نكون حريصين جدا على التقنية العالية في توظيفها٬ لأن الرمز يحمل تاريخ أمة٬ ومن ثم تبدو العملية الإبداعية في التناول أكثر تعقيدا وأكثر حرصا على أن لا تضيع منا اللغة التشكيلية». ويضيف خلدون «في الفن وخلال العملية الإبداعية وحسب اختيارك للموضوع ومدى تفاعلك معه٬ تأتيك الأفكار والتنفيذ يكون له أثر حسب ما تعيشه من أجواء سواء سياسية أو اجتماعية فلا تستطيع أن تنسلخ من جلدك، ومسألة الهوية هي ضرورية في كل الأعمال لأن بهذه الهوية تضمن الولوج إلى العالمية فالفنان دائما ابن بيئته وهي منطلقه ومتواه «. ويصل بوشعيب خلدون إلى الاستنتاج التالي: « إذا لم تكن لنا هوية ورؤى واضحة فلماذا إذن هذا الفن٬ فأنا كمغربي أعتز بذلك وكوني فنانا فلابد أن تكون لأعمالي هذه الهوية «.