مباشرة بعد اعتقال اليخلوفي تحركت هواتف كثيرة ربطت اتصالاتها بعائلته تقترح إخراجه من السجن مقابل عمولات تسلم ل «الجهات المعلومة»، تقول السالكة التي كانت شاهدة على واحدة من هذه الوقائع «إن مسؤولا قضائيا صحراويا يدعى (م.م) اتصل بزوجة اليخلوفي، في الفندق، وطلب منها مبلغ 160 مليون مقابل الإفراج عنه، وهذا ما كان، إذ انتقلت إلى سبتة وتدبرت المبلغ من بعض أفراد أسرتها، ثم التقت به في الرباط وأقلها رفقة ابنتيها بسيارته بعد أن حرص على تعصيب أعينهن، وبعد 40 دقيقة من السير، ولج الجميع فيلا وقام المسؤول القضائي باحتساب المبلغ رفقة شخص آخر، ليخبر الزوجة بأن زوجها سيغادر سجنه بعد أسبوع لا أكثر، ثم أعادهن إلى الفندق. ليست المائة وستون مليون سنتيم فقط التي طلبها المسؤول القضائي، بل إن طلباته توالت، ومنها رغبته في اقتناء اليخت الذي كان يملكه اليخلوفي، بل الأكثر من ذلك، عاود الشخص ذاته الاتصال بها، وتحديدا يوم كنا ننقل جثمانه إلى سبتة، وأمرها بأن تحمل إليه حزامين من الذهب بشرط أن يتضمنا الأحجار الحرة ليسلمه إلى «الأميرات»، على أساس أن تصحب معها زوجها في اليوم نفسه! «كل هذه الأمور لم تخبرني بها فاطمة، تقول السالكة، «إلا بعد عدة أسابيع على دفن زوجها، إذ زارتني رفقة ثلاثة رجال شداد، وحكت لي ما حدث لها مع المسؤول القضائي، وأخبرتني كيف شدد عليها أن تبقي ما دار بينهما سرا، وسلمها لهذه الغاية رقم هاتف خاص لا أحد غيرها يملكه، فأخذت منها رقم هاتفه، واتصلت به، فأجابني المسؤول القضائي ظنا منه أنني فاطمة، ولما عرف هويتي، قلت له: «هل الأميرات تحتجن إلى مثلك لكي يتوسط لهن لدى اليخلوفي من أجل حزامين ذهبيين، وأخبرته أن برفقة فاطمة 3 أشخاص مستعدون لتصفيتك بأي ثمن، وحينها طلب مني أن أردعهم، مقابل أن يعيد المائة والستين مليونا، وهذا ما حدث إذ زارني رفقه زوجته في اليوم الموالي، وسلمها حقيبة تحتوى المبلغ الذي تسلمه وينقصه مبلغ 70 ألف درهم، تسلمتُ مقابلا اعترافا بدين موقع باسمه، (رفقته نسخة منه) أعدته لزوجته في اليوم الموالي بعدما قمت بنسخه والمصادقة عليها بمصالح الجماعة. هذه الواقعة تؤكدها إحدى بنات اليخلوفي التي رافقت أمها إلى فيلا المسؤول القضائي، والذي أكد لها بعدما تسلم المبلغ المطلب، أنه سيحرص على الإفراج عن والدها في أقرب فرصة وأن الحجز سيرفع عن أملاكهم. لا شيء من هذا حدث، تضيف، «واضطرت أمي إلى دفع مبالغ أخرى لأشخاص آخرين قدموا أنفسهم بأنهم سيخلصونه من ورطته متحججين بعلاقاتهم الخاصة بمحيط القصر، وهكذا ضاعت مبالغ خيالية لا أستطيع تذكرها، وأتذكر أننا كنا نخبره وهو في السجن عن لقائنا بعدد من السماسرة، وضمنهم محامون يعدوننا بإخراجه من السجن، لكنه كان يردد على مسامعنا أنه لن يخرج أبدا منه، ولن أسامحكم إن سلمتم أي سنتيم لأي شخص».