«القانون المالي قرر تخفيض التعريفة الجمركية بمعدل 5 نقاط اعتبارا من 2009، وهذا سيوفر لنا حيزا أكبر لتوفير عروض مغرية للزبون المغربي رغم أننا نقوم بتقديم عروض مهمة للزبون حتى في الفترة الراهنة بالتعريفة الجمركية المرتفعة» هكذا علق عبادة ناصر الدين مدير العمليات والتنظيم بشركة «هيونداي» وعضو «رابطة مستوردي السيارات من أجل الإنصاف في التعريفة» في تصريح خص به «المساء» مؤخرا. وأضاف عبادة أن الرابطة هي وليدة ظرفية اقتصادية معينة، وذلك في إطار البحث عن سبل ووسائل للتقليص من حدة اللاتوازن الناتج عن تفضيل الماركات الأروبيية بخصوص التعريفة الجمركية بموجب اتفاقية التبادل الحر مع دول السوق الأوربية المشتركة. و أكد أن المشكل يتلخص في وجود تخفيض جمركي تدريجي بنسبة 3.5 في المائة والتي ستصل إلى 0 في المائة في غضون سنة 2012 بالنسبة للسيارات الأوربية، في حين مازالت الماركات الأسيوية تتحمل 32.5 في المائة من الرسوم الجمركية، مما يخلق حالة من عدم االلاتنافسية بالنسبة للماركات الأسيوية خاصة في سوق يوجهه السعر بالدرجة الأولى. وربط عبادة استمرار «الرابطة مستقبلا والتي تتألف من 10 شركات رائدة في السوق مثل «طويوطا» و»كيا» و»هيونداي»، بنتائج الدراسة التي في قيد التحضير حول الآثار المترتبة على قطاع السيارات، وكذا على إيرادات الجمارك جراء هذا التعامل الذي يعطي لمستوردي السيارات الأوربية إعفاءات مهمة دون استفادة الماركات الأسيوية من ذلك، موضحا أن هناك تجاوب من طرف الحكومة بالنظر إلى الاجتماعات السابقة التي جمعتها بالرابطة، وبالنسبة لعدم طرح القضية على أنظار البرلمان أكد عبادة أنه «عند انتهاء الدراسة سنكون قادرين على تقريب المسؤولين أكثر من وضع الماركات الأسيوية آخذين بعين الاعتبار جميع السيناريوهات المحتملة» . وفي جوابه عن دور «الاتحاد العام لمقاولات المغرب» في هذه القضية أكد عبادة أنه لم يكن له أي دور في الموضوع، وبالنسبة لعلاقة الرابطة بجمعية مستوردي السيارات بالمغرب «إيفام» أشار أن الأمر لا يتعلق بانشقاق عن الجمعية باعتبار «إيفام» تعنى بسوق السيارات بكافة شرائحه في حين الرابطة خلقت في ظرفية معينة مع أهداف محددة. وبحسب آخر إحصائيات جمعية «إيفام» فإن مبيعات السيارات الأسيوية الجديدة بالسوق المغربي عرفت خلال سنة 2008 نموا مهما، واستحوذت جل الماركات الأسيوية نسبة مهمة من حصة السوق، خاصة سيارات الصانع الكوري الجنوبي «كيا موتورز» الذي يحتل الرتبة الأولى بالنسبة لمبيعات السيارات المستوردة حيث باع خلال 10 أشهر ما مجموعه 8128 وحدة جديدة بنمو فاق 25 في المائة مقارنة بسنة 2007 و يستحوذ بذلك على 13.66 في المائة من حصة السوق المغربي للسيارات، أما الصانع الياباني «طويوطا» فيأتي في الرتبة الرابعة وباع 5332 سيارة خلال 2008 وحصته بالسوق المغربي تقارب 9 في المائة، وتحتل الرتبة الخامسة ماركة أسيوية أخرى هي «هيونداي» بما مجموعه 4701 سيارة جديدة خلال 10 أشهر الماضية، وتستحوذ هي الأخرى على نسبة 8 في المائة من حصة السوق المغربي مستفيدة من المبيعات المهمة لماركتين جديدتين دخلتا السوق خلال 2008 ويتعلق الأمر ب «إي 10» و«فيراكروز» لتنمو مبيعات «هيونداي» خلال 2008 بنسبة 27.43 في المائة . ويبدو أن المستهلك المغربي خلال هذه السنة استهوته كذلك السيارات الصينية حيث بدا نجمها يسطع في سماء السوق المغربي للسيارات عكس 2007 السنة التي عرفت الولوج الرسمي للسيارات الصينية بالمغرب، حيث لم تتعد المبيعات 635 وحدة خلال السنة الماضية مقابل 1232 سيارة سياحية في 10 أشهر من 2008 مما يجعل نموها يصل إلى 100 في المائة خلال سنة واحدة، هذا رغم اعتمادها على شبكة موزعين محدودة لا تتعدى ثلاث مدن بالمغرب. وتتربع ماركة «شيري» على رأس قائمة مبيعات السيارات الصينية بالمغرب بحوالي 753 سيارة في 2008 بنمو 37 في المائة مقارنة بسنة 2007، أما بالنسبة للسيارات النفعية الخفيفة المصنعة بالصين فقد بيع منها 2582 وحدة في 2008 مقابل 777 سيارة في 2007، وهو ما رفع نسبة نموها خلال سنة إلى 233 في المائة واستحوذت على حصة 18 في المائة بالسوق المغربي.