اعتقلت فرقة مكافحة الإرهاب البلجيكية يوم أول أمس المغربية مليكة العرود «أم عبيدة» أرملة قاتل أحمد شاه مسعود، و13 شخصا آخر بعدما كشفوا استعداد هؤلاء، حسب مصادر أمنية بلجيكية، لضرب مصالح محتملة تتزامن مع انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل. وقالت الشرطة البلجيكية «إن ثلاثة من المشتبه بهم سبق أن سافروا إلى منطقة الحدود بين باكستان وأفغانستان، حيث تلقوا تدريبات في مخيمات بالمنطقة، واتصلوا بأشخاص على صلة بقياديين كبار في تنظيم القاعدة، دون تحديد هوياتهم». وقررت السلطات القضائية البلجيكية إصدار مذكرات اعتقال وتوجيه اتهامات محددة ومباشرة إلى عناصر المجموعة التي تم اعتقالها أول أمس في كل من مدينتي بروكسل ولييج بتهمة «الانتماء إلى خلية إرهابية». وقالت الإذاعة البلجيكية صباح أمس الجمعة إن مداولات تجري بشأن مصير الأشخاص الآخرين. وتقول السلطات القضائية البلجيكية إن الأشخاص «متورطون في الإعداد لعمل إرهابي ضخم» وربما «التخطيط لضرب القمة الأوروبية التي حضرها 27 من رؤساء حكومات ودول الاتحاد، والتي بدأت أعمالها في العاصمة البلجيكية يوم الخميس الماضي واختتمت أمس الجمعة». ولم تعثر السلطات البلجيكية على أية متفجرات أو أسلحة عند تنفيذها لعمليات المداهمة لكنها تقول إنها صادرت عددا من أجهزة الكمبيوتر والوثائق المختلفة. وتبلغ مليكة العرود، وهي بلجيكية من أصل طنجاوي، الثامنة والأربعين من عمرها. وقد منحت لنفسها شخصية متميزة، فهي تكتب في مدونة خاصة بها بالفرنسية تحت اسم أم عبيدة. وحولت نفسها إلى واحدة من أكثر الجهاديات نفوذا على شبكة الأنترنت في أوروبا. وتصف العرود نفسها بأنها امرأة مجاهدة لصالح تنظيم «القاعدة»، وتصر على أنها لا توزع التعليمات حول صنع القنابل وليست لديها نية لحمل السلاح بنفسها، وإنما هي تحمس المسلمين الرجال على الذهاب للقتال، وتحشد النساء للانضمام إلى القضية. وقالت في حوار نادر معها إن دورها ليس تفجير القنابل بل يتلخص فقط في الكتابة، «هذا هو الجهاد الخاص بي. يستطيع الإنسان أن يفعل أمورا كثيرة بالكلمات. الكتابة هي أيضا قنبلة»، تقول العرود. في نفس السياق، أفاد تقرير استخباري صدر يوم أمس بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يضم حاليا على الأقل 600 عضو نشيط في عدة مناطق». ويقدر تقرير منظمة «أنتينا إنتيليجينس» أن ما بين 300 و400 عضو يتمركزون في جبال منطقة القبائل الكبرى من الجزائر و200 آخرين من عناصر الدعم يتفرقون في مناطق مختلفة. ويشير التقرير الأخير للمنظمة والصادر يوم أول أمس إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يسعى جاهدا في تجنيد عناصر أخرى جديدة في الدول الأوربية كإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا. وأصبحت عمليات تمويل التنظيم تعتمد بشكل متزايد وواضح على عمليات اختطاف الرهائن للحصول على فدية، وبيع السلع المزيفة، والسرقة بمختلف أنواعها، وإنتاج وبيع المخدرات، والحصول على الصدقات والهبات التي يتلقونها من بعض المنشدين والمنشدات في الحفلات الدينية وبيع الأغاني والألحان الدينية داخل بعض المساجد بالإضافة إلى الهبات المقدمة من الأفراد داخل وخارج منطقة المغرب العربي. من جهة أخرى، يقول التقرير، امتداد نشاط الإرهاب وتأطير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي آخذ في الازدياد وبشكل سريع في المغرب والجزائر، فضلا عن المناطق المجاورة من أوروبا ومنطقة الساحل التي أصبحت مركزا مفضلا للتجنيد و»التوظيف» والتدريب، ودراسة سبل التمويل استعدادا للخروج لشن هجمات إرهابية. ويحذر التقرير من أن «عددا من المجندين غير المعروفين داخل المغرب أو الجزائر يسافرون إلى العربية السعودية تحت ذريعة أداء مناسك الحج، والتي تعتبر فرصة كبرى لهم ليتمكنوا خلالها من نسج علاقات شخصية قوية مع عدد من الأشخاص المتعاطفين معهم ومع بعض رؤسائهم.