اختار حميدو لعنيكري، المفتش العام للقوات المساعدة، أن تكون الدارالبيضاء هي محطة الانطلاقة الأولى لتنزيل مشروعه الخاص بنشر رجاله على مختلف المقاطعات الإدارية لعمالات وأقاليم المملكة في شكل وحدات، كل وحدة متكونة من 10 أفراد مجهزين بمسدسات من نوع «بريطا» وأصفاد وهراوات تحمل لقب «طونفا» من صنع ياباني، سيجوبون شوارع المدينة على متن سيارات «اسطافيت» من نوع رونو للتصدي لأحداث الشغب والسرقة ومحاربة كل أنواع الجريمة والمحافظة على الأمن العمومي ... قبل أن يعمم هذا المشروع، الذي حظي بموافقة الملك محمد السادس في بداية هذه السنة على باقي المدن المغربية في أفق 2012. وحل أمس ضباط كبار من فريق لعنيكري بمدينة الدارالبيضاء، بينهم الكولونيل بوخرطة الذي يرأس مصلحة العتاد بالقوات المساعدة والكومندان ميتوت المسؤول عن الموارد البشرية، وقاموا بجولات، رفقة مسؤولين أمنيين من الشؤون العامة، حول مختلف المقاطعات الإدارية التابعة لعمالات المدينة لتفقد الفضاءات المخصصة لهذه الوحدات من القوات المساعدة قبل الشروع قريبا في مهامها. ونفى مصدر من الإدارة العامة للقوات المساعدة أن تكون لهذه الوحدات الصفة الضبطية وتقديم المتهمين إلى النيابة العامة كما راج في وقت سابق، لكنه في المقابل يؤكد أن هذه الإمكانية واردة في الجنح الصغيرة لا في القضايا الكبرى في حالة ما إذا قرر قائد المقاطعة، الذي تشتغل هذه الوحدات تحت سلطته، استخدام هذا الحق الذي يخوله له القانون، مشيرا في هذا السياق إلى أن القضايا الكبرى تحتاج إلى إمكانيات ووسائل عمل لا تتوفر عليها مصالح القوات المساعدة ولا حتى مصالح المقاطعة. وقبل نشر هذه الوحدات من القوات المساعدة في شوارع الدارالبيضاء، خضع أصحابها لتداريب مكثفة، منذ شتنبر المنصرم، عبر 4 أفواج بمدرسة تكوين أطر القوات المساعدة الموجودة بابن سليمان على أيدي ضباط سامين من الإدارة العامة في الرباط حول كيفية استعمال السلاح وكيفية التعامل مع الأحداث المخلة بالأمن أو أثناء التدخل لتفريق التجمعات غير القانونية. وذكر مصدرنا أن هذا التدريب الذي خضع له رجال القوات المساعدة تضمن عدة حصص حول تقنيات استخدام هراوة «الطونفا» خاصة وأن هذه الهراوة تحتاج إلى تقنيات قبل استعمالها لأنها تتكون من مواد خاصة تقيها من الكسر ويبلغ طولها 60 سنتمترا، أما وزنها فيقارب كيلوغراما. وكان حميدو لعنيكري، مباشرة بعد تعيينه على رأس الإدارة العامة للقوات المساعدة قبل سنتين، قام بإرسال ضباط سامين إلى عدة دول في الخارج، من بينها أمريكا، من أجل إعداد مشروعه حول ضرورة إعادة هيكلة القوات المساعدة في ظل الفراغ الأمني وتزايد وتيرة الجريمة في المدن المغربية. وهو المشروع الذي وافق عليه الملك محمد السادس أثناء زيارته لطنجة مع بداية 2008.