نجح العشرات من تجار مدينة صفرو، الاثنين، في قطع ما يقرب من 28 كيلومترا، وهي المسافة الفاصلة بين هذه المدينة وبين مدينة فاس، مشيا على الأقدام للوصول إلى مقر ولاية الجهة، احتجاجا على انتشار الباعة المتجولين، وتنامي الانفلات الأمني بالمدينة. وتدخلت القوات العمومية التابعة لولاية أمن فاس لمنع دخول المحتجين إلى المجال الحضري للعاصمة العلمية، فيما ردد التجار وعدد من الفعاليات الحقوقية التي ناصرتهم، شعارات مناوئة للمسؤولين في عمالة إقليمصفرو وفي المنطقة الإقليمية للأمن، واتهموهم بغياب الإرادة في إيجاد الحلول الناجعة لمشاكلهم اليومية مع المنافسة غير الشريفة للباعة المتجولين، واحتلال الملك العمومي، وارتكاب اعتداءات النشل والسرقة في حق المارة، وفي حق أصحاب المحلات التجارية. وقال محمد العابد، رئيس جمعية السلام لتجار السوق المركزي بباب مربع بمدينة صفرو، إن التجار عقدوا أكثر من 20 جلسة للحوار مع السلطات المحلية، لكن دون أن تفضي هذه الجلسات إلى أية حلول. وهذا ما دفعهم إلى الاحتجاج بتنظيم أطول مسيرة مشيا على الأقدام في اتجاه مقر ولاية جهة فاس. ولم يسجل أي تدخل عنيف في حق المتظاهرين، لكن صحفيا مراسلا لجريدة «لوبينيون» تعرض لسيل من السب والشتم من قبل دركي عندما كان بصدد المواكبة الإعلامية للاحتجاج. وأوردت مصادر محلية بأن صباح الإثنين شهد لوحده سرقة سيارتين، الأولى صاحبها يستخدمها في توزيع الخبز، والثانية لابن مستشار جماعي سابق. وقالت المصادر إن الوضع الأمني بالمدينة ينذر بالكارثة، متهما مسؤولين في المنطقة الأمنية بالعجز في التدخل لمواجهة هذه المشاكل، واستغلال الوقت في تصفية حسابات مع الصحفيين. وفي السياق ذاته، تحدث التاجر والجمعوي محمد العابد، في تصريحات ل«المساء»، على أن المناطق التي ينتشر فيها عدد من الباعة المتجولين قد أصبحت مرتعا لبيع المخدرات والتعاطي لأعمال النشل والسرقة، والاعتداءات على المارة. وأورد العابد بأن نهاية الأسبوع المنصرم عشهد اعتداءين على تاجرين باستعمال السلاح الأبيض. واتهم السلطات بالتغاضي عن انتشار الباعة المتجولين في المدينة، وتحويل عدد من ساحاتها وشوارعها إلى سويقات مفتوحة غير منظمة ومطارح مفتوحة للنفايات، تهدد بإفلاس جل التجار، بعدما أعلن عدد منهم إغلاق محلاتهم بسبب عدم قدرتهم على مسايرة إيقاع المنافسة غير الشريفة وغير المتكافئة للباعة المتجولين غير الملزمين بأداء الضرائب والأكرية وفواتير الماء والكهرباء. وفي السياق ذاته، قال يوسف بوسلامتي، رئيس النادي الإقليمي للصحافة والإعلام بصفرو، إن اعتقال ثلاثة صحفيين بالمدينة، مؤخرا، بتهمة السكر العلني وإحداث الضوضاء وإزعاج السلطات، يندرج في إطار تصفية حسابات مع الصحفيين المحلين، على خلفية نشر مقال غير موقع بإحدى الجرائد المحلية لسبعة صحفيين يتحدث عن «الانفلات الأمني الخطير وغير المسبوق بمدينة صفرو». وأكد بأن عددا كبيرا من الصحفيين المحليين لا يترددون في المطالبة برحيل رئيس المنطقة الإقليمية للشرطة، بالنظر إلى تراكم ملفات الانفلات الأمني بهذه المدينة.