اعترف حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بوجود استفزازات موجهة ضد الحراس من طرف السجناء، لأن عددهم أقل مقارنة بعدد السجناء، وهناك من تعرضوا لاعتداءات بالسكاكين وشفرات الحلاقة، فالحارس معرض للاستفزازات وهو أيضا يخاف وليس فقط السجين». وأضاف المندوب العام للسجون أنه «قبل المندوبية كان هناك نوع من التسيب والتراخي داخل المؤسسات السجنية، وما نقوم به هو إعادة الانضباط، طبقا لما يسمح به القانون، ولا نعتدي على أحد، أما حسن المعاملة فهي موجودة لكن يجب أن تتوفر في السجين حسن السيرة، لأن سوء السيرة يقابله تطبيق القانون، ولا يجب إلقاء المسؤولية كاملة على الحراس والمسؤولين على السجن». وأكد أن «المخدرات معضلة كبيرة، لكنها تراجعت، لأنه لأول مرة دخلت إلى السجن وجدت الفراشة يبيعون السجائر والمخدرات والممنوعات داخل السجون، لكنه يباع اليوم في السر بينما عندما جئت للمندوبية فقد كان يباع بالعلالي، وقد قمنا بتشديد الخناق على مروجي المخدرات والممنوعات، وسنواصل ذلك». وأضاف بنهاشم أن عائلة من خمسة أفراد تم إيداعها السجن بسبب المخدرات، حيث قامت الأم بمحاولة إمداد ابنها بالمخدرات فتم اعتقالها، ونفس الأمر حدث مع أخته وخطيبته وأخيه حتى أصبحت العائلة بأكملها داخل السجن»، مؤكدا أن «التربية يجب أن تكون خارج السجن ويجب تخليق الحياة داخل المدرسة والعائلة والشارع والأندية، لأن كل العيوب تدخل السجن فتصبح هذه المؤسسات هي المسؤولة». إلى ذلك، أثار قصة إنسانية مؤثرة لسجينة عجوز تبلغ من العمر حوالي تسعين سنة وترفض مغادرة السجن بعد إنهائها مدة محكومتيها، بسبب انقطاع الاتصال مع أفراد عائلتها. وأوضح بنهاشم، في سياق حديثه عن الاكتظاظ داخل المؤسسات السجنية، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لإدارة السجون، أول أمس، بمجلس المستشارين، أنه بالرغم من إنهاء هذه السيدة لمدة عقوبتها السجنية فإن إدارة السجون لا يمكن أن ترغمها على المغادرة مادام أنها ترفض ذلك بشكل قطعي. وأكد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن هناك نوعا آخر من السجناء ألفوا حياة السجن والجريمة، ويقومون بعمليات سرقة واعتداءات على المواطنين بشكل مستمر، مستدلا بقصة عاشها عندما كان ضابطا للشرطة، إذ أوضح أنه عندما كان يشتغل في ساعات الديمومة كان هناك مخمور يدعى «قولوفو» يتردد بمحض إرادته على مقر الشرطة طلبا للمبيت، وهو ما اعتبره بنهاشم «ثقة في الأمن». واعترف بنهاشم ب»إشكالية الخلط في تصنيف السجناء بسبب الاكتظاظ الذي يعد أم المشاكل في السجون، بالرغم من وجود تصنيف بين المرأة والرجل»، موردا حكاية اعتقاله في سن ال13 عندما كان ينشط في الشبيبة الاستقلالية داخل المدرسة، حيث تم وضعه في الجناح المخصص للنساء. وقال المندوب العام للسجون: «نحاول تطبيق التصنيف لأنه لا يعقل أن نضع شخصا قادته الصدفة إلى السجن بجانب مجرم محترف، بل إنه في فرنسا هناك دعوات إلى أخذ الانتماء الاجتماعي بعين الاعتبار، لكن إذا قمنا بذلك فسيقال إننا نقوم بالتفضيل أو التمييز بين السجناء».