يطوى موسم أول منها لتفتح نسخ أولى أو ثانية أو ثالثة.. ذلك حال برامج اكتشاف المواهب الغنائية التي انتشرت بشكل كبير في القنوات الفضائية العربية، ك»آرب أيدول» و»أحلى صوت» و»آرب غوت تالنت» على قناة الإم بي سي، «صوت الحياة» على قناة الحياة، «نجم الخليج» على قناة دبي، وسينضم إليهما لاحقا برنامج «إكس فاكتور» على قناة سي بي سي في حلة جديدة بعيدا عن قناة روتانا التي أنتجت نسختين منه، دون أن ننسى برنامجين توقفا عن البث وهما «ستار أكاديمي» على قناة إل بي سي و»سوبر ستار» على قناة المستقبل و»ألبوم نجوم العرب» على قناة الإم بي سي في أول تجاربها مع البرامج الغنائية. ازدياد عدد هذه البرامج يثير العديد من علامات الاستفهام حولها وحول المواهب الجديدة التي تكتشفها، خاصة أن وهج الأسابيع التي تعيش تحت ظلها تلك المواهب الغنائية سرعان ما يخف مع إسدال الستارة على الحلقة الأخيرة من تلك البرامج، ثم تخبو بأخبار متناثرة عن تلك الموهبة ومشاريعها الفنية الموعودة ثم تنطفئ تماما باختفاء تام عن الساحة الفنية. لا يجد أحد من هؤلاء من يمهد له طريق النجاح وتحقيق الذات فيقع في بطالة فنية أو قد يلجأ للغناء في الملاهي الليلية أمام عجزه عن الوصول إلى المهرجانات المهمة التي يسيطر عليها نجوم الصف الأول الذين سبقوهم، وقلة فقط من هؤلاء نجحت في البقاء في دائرة الضوء بفضل كليبات سهرات والألبومات غنائية، ونذكر منهم شذى حسون وجوزيف عطية خريجا ستار أكاديمي، وعبد الفتاح الجريني ومنى أمرشا خريجا ألبوم نجوم العرب وديانا كرازون ورويدا عطية وملحم زين خريجو سوبر ستار، ورجاء اقصابني خريجة إكس فاكتور، لكن هؤلاء يشكلون استثناء من بين جيوش خريجي تلك البرامج الترفيهية. ومع اقتراب إطلاق النسخة الثانية من «آرب أيدول» على قناة الإم بي سي لا يزال الجميع ينتظر صنع نجومية خريجة آرب أيدول في نسخته الأولى المصرية كارمن سليمان التي وعدتها بها الإم بي سي قبل 10 أشهر، ولازلنا ننتظر الوعد الذي قطعته أيضا لوصيفتها المغربية دنيا باطما، التي تمكنت، بعيدا عن القناة، من الظفر بعقد إعلاني لشركة اتصالات مغربية والمشاركة في مهرجان موازين وأصوات نسائية وغيرها. وليلة الجمعة الماضية توج المغربي مراد بوريقي بأحلى صوت في برنامج the voice وفاز بعقد مع شركة وعقد إنتاج مع شركة يونيفيرسال ميوزك تحت إشراف المنتج العالمي المغربي ريدوان، فهل جاء دخول هذا الأخير على الخط رغبة من الإم بي سي في صنع مواهب غنائية حقيقية من خلال برامجها الترفيهية؟ خاصة أن مواهب النسخة الأولى والثانية من آرب غوت تالنت لا نجومية تلوح في الأفق لهم. حتى مشاركة نجوم غناء الصف الأول في هذه البرامج، سواء كمدربين أو كلجنة تحكيم، تطرح العديد من التساؤلات، والعارفون بالخبايا يؤكدون أن المبلغ المادي الكبير الذي يتقاضونه هو سبب المشاركة في تلك البرامج نظرا للأزمة الكبيرة التي تضرب سوق الفن العربي بسبب عدم تحقيق الألبومات الغنائية أي مبيعات تغطي نفقات الإنتاج في ظل القرصنة وشح الحفلات الفنية وقلة المهرجانات واستفادتهم فقط من إحياء الحفلات الخاصة وحفلات الزفاف، وهو ما يعني أن سوق الغناء العربي راكد تماما ويعاني منه حتى النجوم الكبار، ولعل هذا ما يفسر دخول عدد من المطربات بوابة تقديم البرامج التلفزيونية كالفنانة السورية أصالة نصري من خلال برنامج «صولا»، ولطيفة التونسية من خلال برنامج «يلا نغني». والسؤال المفتوح هو: إلى متى ستظل الساحة الفنية تتخبط بالكثير من خريجي تلك البرامج دون محاولة حقيقية لصنع من هؤلاء نجوما؟ هل الساحة الفنية العربية أصبحت مليئة بالأصوات الغنائية الجيدة منها والنشاز ولم تعد قادرة على استيعابها جميعها؟ أم على تلك البرامج أن تهتم بخريجيها وألا تعتبرهم مجرد سلعة وتستغلهم تجاريا خلال فترات عرضها وأن عليها خلق توازن بين الربح المادي والرسالة الفنية.