خرج العديد من سكان سيدي إفني، مساء السبت الماضي، في مسيرة عزاء لعائلات ضحايا قارب الهجرة السرية الذي انقلب بعد اصطدامه بقارب خاص بشرطة خفر السواحل على مقربة من مدينة «لانزروتي» الإسبانية، وخلال المسيرة التي انطلقت من حي كولومينا الذي يقطن فيه اثنان من الضحايا «ج.ز» و»ع.ب»، وجابت مختلف الشوارع إلى أن وصلت أمام مقر العمالة قبالة ساحة إسبانيا، رددت شعارات منددة بالحادث الأليم، ومطالبة باسترجاع جثامين الضحايا. وخلال المسيرة الغاضبة، حمَلَ المحتجون صور الفقيدين، كما أشعلوا شموعا أطلقوا عليها «شموع الوداع» وألقوا كلمات مؤازرة لأسر الضحايا في محنتها الحالية، قبل أن يختموا شكلهم الاحتجاجي بقراءة الفاتحة والترحم على ضحايا قارب الموت، كما طالبوا بتحديد ملابسات الحادث وتحمل الدولة مصاريف نقل الجاثمين. من جهة أخرى، أفاد موقع «لانزاروت» الإسباني أن قاصرين اثنين من أصل 17 شخصا موجودين بمفوضية الشرطة بمنطقة «رسيفي لانزاروتي» تم نقلهم إلى مركز العناية بالقاصرين بنفس الجزيرة، فيما طالب محمد عصام، برلماني عن دائرة سيدي إفني، بتسريع عملية نقل جثامين ضحايا الجزر إلى أهلهم، كما أجرى اتصالات، مؤكدا استعداده لمقاضاة الحرس المدني الإسباني في حالة ثبوت ضلوعه في الحادث. كما عرفت المسيرة توزيع بيان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، طالبت فيه السلطات الإسبانية بفتح تحقيق في الحادث ومعاقبة الجناة، كما حملت السلطات المحلية ما أسمته «إفلاس برامج التنمية بالمنطقة، وانتهاج سياسة الكيل بمكيالين». واستنادا إلى المعطيات التي نشرها الإعلام الإسباني بجزر الخالدات، فإن العثور على مهاجرين سريين تم بشاطئ «تيكيز بلانساروتي»، حيث كانوا على متن قارب واحد يضم 25 شخصا، ألقي القبض على 17 منهم ضمنهم قاصران، فيما نقل اثنان أصيبا بجروح متفاوتة إلى مستشفى «لانساروتي»، بينما نقلت حالة واحدة خطيرة عبر الهليكوبتر إلى مستشفى آخر بمنطقة «لاس بالماس»، فيما لا يزال مصير خمسة آخرين مجهولا لحد الآن. وبسبب التعتيم الذي مارسته السلطات الإسبانية حول الحادث، تضاربت الأنباء حول أسبابه، حيث أفادت مصادر متعددة بأن انقلاب القارب الخاص بالمهاجرين السريين نتج عن اصطدامه المباشر بقارب للشرطة (لانشا) مخصص للنجدة ومراقبة السواحل، فيما تحدثت مصادر أخرى عن أن انقلاب القارب كان نتيجة فقدان السيطرة عليه بعد محاولة هرب فاشلة للطاقم المشرف على قيادته، كما علمت «المساء» أن عددا من أبناء سيدي إفني المقيمين بجزر الخالدات منعوا من طرف السلطات المحلية من دخول مكان وجود المهاجرين السريين، كما تضاربت الأنباء بخصوص الأسماء التي كانت على متن القارب المنقلب، سواء تلك التي توجد بالمستشفى أو رهن الاعتقال، أو تلك التي توجد في حالة فرار. ومعلوم أن قوارب الهجرة السرية، تنتعش في مثل هذا الوقت من كل سنة بسيدي إفني وغيرها من الشواطئ المحيطة، وذلك بسبب استغلال شبكات التهجير السري لانشغال الإسبانيين بالاحتفالات المواكبة لأعياد الميلاد، وخاصة في ليلة رأس السنة الميلادية، حيث تصل الاحتفالات إلى أوجها بديار المهجر.