كشف ملف عصبة الغرب لكرة القدم، والصراع الذي تعرفه بين مكتبي محمد الكرتيلي وحكيم دومو، إلى أي حضيض وصلت كرة القدم المغربية. لقد تبادل المسؤولان اتهامات خطيرة، بل إن محمد الكرتيلي قال إن هناك تزوير طال بعض الملفات، وأشهر ما يعتبرها أدلة تدين دومو وبعض الأعضاء المساندين له، في وقت دافع فيه دومو عن نفسه، ووجه بدوره اتهامات ثقيلة لمحمد الكرتيلي. في ندوة يوم الخميس الماضي التي عقدها محمد الكرتيلي، لم يتردد الأخير في توجيه انتقادات لاذعة للكاتب العام للجامعة طارق ناجم، بل إنه وصفه ب«الجاهل» وب«عديم الكفاءة»، وبأنه لا يفقه شيئا في مجال كرة القدم، في وقت اختار فيه الكاتب العام للجامعة عدم الرد. وإذا كان من حق الكرتيلي أن يدافع عن شرعيته وأن يكشف أيضا أخطاء الجامعة، وطريقة تدبيرها، إلا أن الملاحظ، هو أن الكرتيلي استثنى من هذا النقاش رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، بل إنه أماط اللثام عن اتصال جرى بينهما، تبرأ خلاله الفهري حسب قوله من بلاغ كاتبه العام. هذه الواقعة تحيلنا على ما كان يحدث في سنوات سابقة، فقد كان الكثير من المسؤولين وبينهم الكرتيلي نفسه، يشيدون بعمل رئيس الجامعة السابق، وفي الوقت نفسه «يلعنون» المحيطين به ويعتبرونهم أصل الداء ومكمن البلاء. اليوم، تتكرر الصورة نفسها، علما أنه في واقعة الكاتب العام للجامعة، الذي لا يربطه بهذا المجال أي خيط ناظم، فإنه لا يمكن له أن يوقع البلاغ أو يقدم على أية خطوة، لو أنه لم يحصل على الضوء الأخضر من رئيس الجامعة، أو من اللجان المختصة، أو من أعضاء جامعيين بعينهم، فالكاتب العام لا يمثل نفسه، ولكنه يمثل مؤسسة الجامعة، وبلاغاته تصدر باسمها، لذلك، كان على الكرتيلي أن لا يهاجم الشخص فقط، بل أن يتوجه رأسا إلى الجامعة. إن الكثير من الاتهامات التي يوجهها الكرتيلي لحكيم دومو أو تلك التي يرمي بها الأخير في وجه الأول قد تكون صحيحة، خصوصا وأن الأمر يتعلق بمسؤولين قضيا سنوات طويلة في الجامعة، والمفروض اليوم، إذا كانت للجامعة فعلا رغبة في الإصلاح، أن تباشر تحقيقاتها، أما بخصوص الاتهامات ب«التزوير» وبشراء الذمم، فهذا ملف يجب أن ينظر فيه القضاء، فمن يزور عقود اللاعبين أو توقيعات الفرق، أو الكثير من الأشياء المرتبطة بالمجال الكروي، يجب أن يكون مكانه خلف القضبان، وليس فوق كرسي رئاسة عصبة الغرب أو كرسي عضوية المكتب الجامعي.