أحرج اتحاديو 20 فبراير رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، خلال حضوره جلسة افتتاح المؤتمر التاسع لحزب المهدي بنبركة، الذي انعقد صباح أمس الجمعة بمركب مولاي رشيد ببوزنيقة، واصفين إياه ب«القاتل». فيما كان من نصيب حليفه في الأغلبية الحكومية الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، وصف «الحقير».
وطارد اتحاديو 20 فبراير بنكيران منذ مغادرته القاعة المخصصة لاستقبال ضيوف المؤتمر بشعارات: «أيا مهدي أيا عمر دماؤكم نار في نار.. مجرمون قتلة بنجلون»، «الاشتراكية هي البديل.. هي رسالة جيل إلى جيل». وبالرغم من محاولة إدريس لشكر، المرشح لمنصب الكاتب الأول للحزب، ثني شباب اتحاديي 20 فبراير، فقد واصلوا هجومهم على الأمين العام للحزب الإسلامي بعد أن اتخذ له مكانا في الصفوف الأولى لقاعة المؤتمر. وعاد اتحاديو 20 فبراير مرة أخرى لإحراج بنكيران الذي كان مرفوقا بعبد الله باها، ومصطفى الخلفي، بترديد شعار «قتلة بنجلون مجرمون» على مرأى ومسمع من ضيوف الاتحاديين المغاربة والأجانب وقيادة الاتحاد التي وجدت نفسها في وضع حرج إزاء ضيفها. وكان نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أكثر ضيوف الاتحاديين تضايقا من الشعارات التي رفعت ضد رئيس الحكومة.
وفيما حيى اتحاديو 20 فبراير كلا من عبد الرحمان اليوسفي، الغائب الحاضر عن المؤتمر التاسع، ومحمد الساسي، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، قاطع منتصر الساخي، أحد اتحاديي 20فبراير، الراضي ليهاجم الأمين العام لحزب الاستقلال بالقول: «يا شباط يا حقير..».
وكان لافتا حضور القيادي الاتحادي محمد الكحص جلسة الافتتاح، بعد غياب طويل عن الحزب، بسبب خلافاته مع محمد اليازغي وإدريس لشكر. واعتبر الكحص في تصريح ل«المساء» أن حضوره المؤتمر لا يمكن أن يكون له رهان تنظيمي، وقال: «لا أريد أن يكون لحضوري هذا أي تأويل سياسي أو رهان تنظيمي، فهو حضور طبيعي وعودة إلى الحزب الذي لم أغادره وإنما انسحبت من أجهزته. فأنا اشتراكي فكريا وأيديولوجيا وسياسيا مادام الاتحاد كذلك، لكن لا نية لي في تحمل أي مسؤولية».
إلى ذلك، اختار الراضي في خطبة الوداع أن يصفي بعض حسابات الاتحاديين مع الإسلاميين وحكومتهم، واصفا إياها بالضعيفة، وقال: «سنحكم على عمل هذه الحكومة على أساس ما ستقوم به من إصلاح، بيد أننا نلاحظ أنها تتسم بالضعف في الميدان التشريعي، وعدم اتخاذ المبادرات، ففي هذه السنة لم نر مبادرات تستحق الذكر وتفتح باب الحوار والنقاش داخل البلاد». وتابع هجومه قائلا: «نلاحظ أن الأجندة السياسية للحكومة غير واضحة. لا ندري متى ستكون هناك انتخابات المجالس الترابية ومجلس المستشارين. أين وصل تفعيل الدستور الجديد؟ وأين هي الحكومة التي تخلق النقاش؟ نتأسف على كون الجو السياسي في بلادنا جو غير صحي وعلى سيادة البوليميك السياسي». وأضاف «من مصلحة البلاد الخروج من هذا الوضع، وأن يكون بين الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني حوار جاد، لهذا يتعين أن يكون الخطاب الرسمي باعثا على الأمل ويشجع المواطنين ويعبئهم.. صحيح أن الشعوب تعيش بالخبز، لكن أيضا بالأمل والأحلام.. على الحكومة الحالية وعلى جميع الجهات أن تتفادى كل ما يمكن أن يؤدي بالبلاد الى عدم الاتزان».
من جهة أخرى، عرف افتتاح المؤتمر التاسع احتجاجات من قبل المؤتمرين المنتمين إلى فرع الاتحاد بمقاطعة يعقوب المنصور على ما أسموه إقصاء فرع الشهيد المهدي بنبركة، ومؤتمري فرع بطانة بسلا. فيما حرص عمدة أكادير على تبرئة نفسه من دعم أحمد الزايدي في السباق نحو منصب الكاتب الأول، وشوهد القباج خارج الخيمة التي شهدت افتتاح الجلسة وهو يوزع بيانا يعلن فيه عن مساندته لعمدة الرباط فتح الله ولعلو.
واستبقت قيادة الاتحاد المؤتمر التاسع بعقد جلسة ساخنة للمكتب السياسي تميزت بتجدد الخلافات بين المرشحين الأربعة بشأن رئاسة المؤتمر وممثليهم، خاصة بين لشكر والزايدي، قبل أن يتدخل الراضي لفك الاشتباك بين الغريمين باقتراحه أن يترأس المؤتمر.
وساعات قبل انطلاق المؤتمر أنقذت قيادة الاتحاد قياديين بارزين من عدم التمثيل في المؤتمر التاسع، وفي مقدمتهم محمد اليازغي ومحمد جسوس، والخضري، الرئيس الأسبق للاشتراكيين في مجلس المستشارين، بعد أن فتحت أمامهم أبواب اكتساب صفة المؤتمر من بوابة الفعاليات. وبدا لافتا أن قيادة الاتحاد اضطرت إلى تضخيم عدد الفعاليات ليصل إلى 190 بعد أن كان مقررا أن يكون العدد في حدود 160.