أفضت عمليات تجديد قنوات الصرف الصحي التي تشرف عليها وكالة «راديس» المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء في آسفي إلى اكتشاف آثار تاريخية هامة جدا في عمق أرضيّ يتجاوز 8 أمتار في موقع تل الخزف، بمحاذاة وادي الشعبة إلى جانب السور الموحدي لمقبرة سيدي منصور. وعثر عمال ورش تجديد قنوات الصرف الصحي أول أمس على أعمدة رخامية ترجع إلى العهد السعدي، حيث احتفظت مدينة آسفي منذ القرن الخامس عشر بكميات مهمّة من الرخام الإيطالي، الذي جلبه السلطان السعدي المنصور الذهبي لتشييد «قصر البديع» في مراكش. كما عُثر بجانب هذه الأعمدة الرخامية، التي تُعرَض الأجزاء المتبقية منها أمام «قصر السلطان»، حيث مقر مندوبية وزارة الثقافة، على رحى حجرية ضخمة يفوق وزنها 400 كيلوغرام. وفور عثور عمال الورش في آسفي على هذه الآثار التاريخية جرى رميها إلى جانب الأتربة، فيما نقلت أجزاء من الأعمدة الرخامية الأخرى مع الأحجار والنفايات إلى مكان مهجور في الطريق المؤدية إلى شاطئ المدينة، في وقت لم تتدخل وزارة الثقافة ولا السلطات المحلية من أجل حماية هذه الآثار التاريخية المهمة وإفساح المجال للأساتذة الأركيولوجيين المختصّين من أجل إتمام عمليات حفر في عين المكان.