بعد أيام قليلة فقط على تسجيل اختفاء غامض لكرة رخامية ضخمة تعود لفترة حكم السعديين من قصر البحر البرتغالي، وبعد ورود أنباء عن سرقة نحاس من مولد كهربائي يعود إلى زمن الحماية الفرنسية من مقر مندوبية وزارة الثقافة في آسفي، تم أول أمس الأربعاء تسجيل سرقة مثيرة لقطع مدفعية هولندية الصنع تعود للسلطان المولى زيدان السعدي من أحد أبراج «باب الأقواس» البرتغالي والموحدي على أعلى هضبة تل الفخارين في مدينة آسفي. واستنادا إلى معطيات خاصة تتوفر عليها «المساء» فإن السرقة، التي تعرضت لها قطع مدفعية نادرة تعود للسلطان المولى زيدان، جرى اكتشافها عن طريق أحد أعوان مندوبية وزارة الثقافة في آسفي، الذي يعهد إليه في، غياب مفتش المباني التاريخية، بمراقبة عدد من المرافق والأبنية التاريخية التي تعتبر مصنفة في عداد الآثار، خاصة أن وزارة الثقافة لم تعين منذ 2005 أي مفتش خاص بالمباني التاريخية تابع لمندوبيتها بمدينة آسفي. وقالت مصادر على اطلاع، إن مندوبية وزارة الثقافة في آسفي وجدت نفسها في موقف «جد حرج» بعد سلسلة السرقات المتتابعة التي تطال الإرث التاريخي، الذي تعتبر إداريا مؤتمنة عليه، في وقت كشفت فيه مصادرة متطابقة أن السرقة التي همت مدفعية للسلطان المولى زيدان السعدي تمت باحترافية كبيرة، وأن الأطراف التي تقف وراء هذه السرقة استهدفت أغلى وأندر ما تتوفر عليه هذه المدفعية، إذ جرى فصل الفوهة ومؤخرة المدفعية (الرمانة) باعتبارهما مكونتين من مادتي النحاس والبرونز، وأيضا لتوفرهما على زخارف ونقوش وكتابات جد نادرة. وأشارت معطياتنا إلى أن الشرطة القضائية في آسفي أشعرت بالحادث وفتحت تحقيقا أوليا في الموضوع، خاصة أن أسئلة كثيرة ومحيرة تحيط بلغز سرقة مدفعية السلطان المولى زيدان، أولها أن السرقة تمت في نفس البرج الذي شهد سرقة مماثلة وبنفس الطريقة منذ أزيد من 20 سنة عن طريق قطع وفصل قطع نحاسية وبرونزية من مدافع مازالت بعين المكان حتى الآن، كما أن عملية قطع وفصل أجزاء من المدفعية التي تعرضت للسرقة تحتاج إلى آلات قطع كهربائية (البرج لا يتوفر على ربط كهربائي)، وإلى ساعات طويلة من العمل مع ما تخلفه هذه العملية من ضوضاء ستثير انتباه المارة وصناع الخزف الذين يجاورون برج «باب الأقواس».