عينت جامعة كرة القدم فؤاد الزناتي مسؤولا جديدا عن قسم التواصل و»الماركوتينغ» بجامعة علي الفاسي الفهري. الغاية من هذا التعيين، بحسب مسؤولي الجامعة هو تطوير عمل هذا القسم، حتى يكون في مستوى الانتظارات، ويعطي صورة إيجابية عن عمل الجامعة، ويفتح نافذة حقيقية للتواصل مع الصحافة والرأي العام. وإذا كان هذا الكلام على المستوى النظري جيد، إلا أن واقع الحال يكشف أن مشكلة التواصل في الجامعة، لن يتم حلها بتعيين مسؤول جديد، أو بوضع مساحيق تجميلية، ولكن الحل يمكن أن يتم إذا أدركت جامعة كرة القدم أن التواصل حلقة مفصلية ومهمة، وأنه يجب أن يعكس إرادة حقيقية لرئيس الجامعة والمكتب الجامعي، وليس لموظفين يدفعهم مسؤولو الجامعة إلى «التعتيم» وإلى التواصل مع الصحفيين بلغة «الخشب»، وبإعطائهم معلومات وأخبار غير ذات قيمة. قسم التواصل في الجامعة اليوم يضم أربعة أشخاص هم دنيا الحرش وهيام بنحمو الملحقتين الصحفيتين ويوسف أمنزو المسؤول عن الموقع الإلكتروني، والمصور الصحفي أحمد بلمكي. في بداية الأمر بدا هذا الفريق متحمسا للعمل وللتواصل مع الصحافة الوطنية بمختلف أنواعها، لكن مع مرور الوقت تبين أن فاقد الشيء لا يعطيه، وأن أزمة التواصل في الجامعة، هي أزمة منظومة وأزمة هيكلية، فموظفو قسم التواصل مهما بلغت اجتهاداتهم وكيفما كانت أخطاؤهم المقصودة وغير المقصودة، فهم في نهاية الأمر ينفذون توصيات المكتب الجامعي، ويعكسون طريقة التسيير والتدبير في الجامعة، والمثير أنه مع كل إخفاق للمنتخب الوطني، كان رئيس الجامعة يخرج ومعه العديد من أعضاء المكتب الجامعي يتقدمهم المستشار كريم العالم، ليعترفوا بوجود نقص في التواصل، وأنه سيتم حله قريبا. صحيح أن الكثير من طلبات إجراء حوارات صحفية لم تكن تصل إلى المدرب السابق البلجيكي إيريك غريتس، الذي قال في حوار سابق مع «المساء» إنه لم يسبق له أن توصل بأية طلبات لإجراء حوارات، وصحيح كذلك أن أخطاء ارتكبت، لكن الخطأ الأكبر تتحمل مسؤوليته الجامعة، فهي عينت ناطقا رسميا لا يتحدث، بل إنه لو كان يحترم نفسه، لما قبل لعب دور لا يجيده ولا يعرف الغاية منه، كما أن رئيسها لا ينظر بعين الرضا لوظيفة الصحافة، ولا يجيد التواصل معها، وحتى إذا ما «تواضع» وقبل الحديث يوما ما، فإنه يحبذه حديثا بلغة الخشب، وبلغة النماء والازدهار دون أن يضع الأصبع على الجرح أو يجيب على الأسئلة الحقيقية، أما بعض أعضاء المكتب الجامعي، فإنهم أرادوا أن يجعلوا من قسم التواصل «ضيعة» لهم يفعلون بها ومن خلالها ما يحلو لهم دون حسيب أو رقيب. إن التواصل في الجامعة، مشكل حقيقي، لكن حله لن يكون بتعيينات الهدف منها در الرماد في العيون، أو في مسح الأخطاء في موظفين بسطاء، ولكن بإعادة ترتيب مشهد الجامعة كليا، وبدخول هواء الديمقراطية لها، فمن لا يعرف معنى «الديمقراطية» لغة واصطلاحا، لا يمكن أن يفهم ما معنى التواصل مع الرأي العام.