أقيم أول أمس العرض قبل الأول لشريط «الثوار الجدد» للمخرجة المغربية بشرى إيجورك بالمركز الثقافي الفرنسي، بالدار البيضاء، والفيلم يعرض نموذجا جديدا لثوار ليسوا أولئك الذين عرفتهم الخمسينات والستينات والسبعينات من شباب اليسار الطامح إلى تغيير العالم، بل شباب ثوار اتخذوا من الكلمة والنغم خطابا للتعبير عن نفسهم. عند مشاهدة شريط «الثوار الجدد» تطرح إشكالية تتلخص في مدى قدرة هؤلاء الثوار الجدد، في نظر إجورك، على المحافظة على هذه الروح الثورية بعد ما وصلوا إليه من نجاح وشهرة، وهل ستظل هذه الفرق تعبر عن قضايا ومعاناة الشباب المهمش، خصوصا أن الوثائقي يبرز بشكل واضح مستوى عيش هؤلاء الثوار. تجيب المخرجة: «إن التفكير في هذا الأمر شيء سابق لأوانه، لأننا لا نحكم على الظواهر في بداياتها، يلزمنا وقت طويل كي نجيب عن استفسار من هذا النوع، إن ما يهمني حاليا هو أن هؤلاء الشباب المتمرد إذا أردنا القول، أتى بحلة جديد للتعبير عن قضاياه ومشاكله، وما وصلوا إليه اليوم هو بفضل الطموح والعمل المستمر، كما لا يجب أن ننسى أن هؤلاء الشباب يتوفرون على مستوى ثقافي وأخلاقي عالي، وبالتالي فإنهم يستحقون جني ثمار ما كدوا بجهد لتحقيقه منذ أعوام». وأكدت أن أسباب اختيارها لموضوع الراب المغربي عبر وثائقي «الثوار الجدد، تكمن في رغبتها اقتسام معاناة الشباب المغربي مع الجمهور، وخصوصا فرق الراب، ونقل ما تحس به هذه الشريحة من إهمال ولامبالاة من طرف المجتمع، وتغيير نظرة الناس حول هذا النوع من الفن، من أجل تكريس قيم التضامن واحترام الرأي الآخر». وتضيف: «من وجهة نظري أرى بحرا لا حدود له من المواضيع التي تشكل مادة دسمة لأفلام وثائقية بالمغرب، وأنا أميل إلى كل المواضيع التي تثيرني وتعنيني بشكل شخصي وتهم الناس، كل القضايا الإنسانية المرتبطة بحياة الناس في أبسط تفاصيلها، كل الظواهر الاجتماعية خصوصا الإنسانية، معاناة الآخرين تؤلمني، كالفقر والإعاقة والتشرد، كما أني أميل إلى كل ما هو جميل وراق من تاريخ ومعمار وأحب أن أبرز وجوه المغرب الجميلة في أفلامي. وقد اخترت الصورة كشكل مختلف من أشكال التعبير رغبة مني في التطرق إلى مواضيع تثيرني وتستفزني من خلال عين الكاميرا، لذلك اتجهت للإخراج». وتعتقد أنها كممثلة لم تكن لتقوم بذلك، رغم أنها لم تتخل عن قبعة الممثلة التي تسكن دواخلها. وعن تقييمها للعمل السينمائي والوثائقي في المغرب، ترى أن هناك تطورا كبيرا في مستوى الأفلام، وتجارب هامة لمخرجين، لكن لا يمكن الحديث عن سينما مغربية لها هوية وخصوصية، فهناك أفلام ومخرجون وتجارب شخصية مميزة. أما بالنسبة إلى الأفلام الوثائقية فهناك شبه انعدام لهذا الصنف الفني، حسب قولها، وذلك لقلة الاهتمام بالذاكرة وبالتاريخ وبالهوية، لأن الفيلم الوثائقي هو ذاكرة البلد وتاريخه وحقيقته وثراؤه الفني والمعماري والثقافي والسياسي. وقالت إيجورك في حديث ل«المساء» عن أسباب تعاملها مع قناة الجزيرة: «لم أختر التعامل مع قناة الجزيرة بل هي التي اختارتني، حيث اتصل بي الصحفي والمنتج «أسعد طه» عن طريق صحفية صديقة، وتم اللقاء بيننا بمدينة الرباط فعبر لي عن رغبته في إنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية عن المغرب لصالح «الجزيرة الإخبارية» والوثائقية، تلاه لقاء ثان بمدينة دبي حيث مقر شركة «هوت سبوت فيلمز» واقترح علي مجموعة من المواضيع اخترت منها أربعة وأنجزت ثلاثة أفلام ل»الجزيرة الوثائقية» وفيلما ل»الجزيرة الإخبارية». وهي: «الوجه الأزرق» شفشاون- «الحي المنسي» الحي المحمدي -«الثوار الجدد» الراب المغربي و«فارس الركح» عبد الحق الزروالي.