«التقيت هشام آخر مرة في مهرجان أزمور، وعند افتراقنا سلم علي بحرارة، فقلت له» لماذا تسلم علي وكأنك لن تراني إلا بعد دهر، فقال لي «سأشتاق إليك»، هكذا تقول مريم الرايس، صديقة مجموعة فناير، وطالبة صحفية تحضر بحث التخرج عن المجموعات الشابة في المغرب. تحكي مريم، بشكل متقطع، وتجهش بالبكاء، فهي صديقة مقربة جدا من مجموعة فناير المراكشية للراب التقليدي: «لقد كان شابا رائعا وعلى خلق». هشام بلقاس، الشاب ذو الأربع والعشرين ربيعا، ودي دجي مجموعة فناير، فارق الحياة ظهر أول أمس الأحد، إثر حادثة سير بطريق سبع لويات غير المعبدة في فاس. يقول أشرف زميله في مجموعة فناير:«كان مع خليفة في السيارة يقومان بجولة وقت الظهيرة، وصعدا إلى طريق سبع لويات حيث قاما بالتقاط صور بانورامية لمدينة فاس، وعند عودتهما، وقعت الحادثة حينما حاول هشام الذي كان يقود السيارة تفادي إحدى الحفر»، وهنا يطرح سؤال نفسه حول أهمية تعبيد طريق حيوية في مدينة فاس مثل طريق سبع لويات التي يدل اسمها على خطورتها، من جهة أخرى كان خليفة، عضو المجموعة، مع هشام في السيارة غير أنه جرح جرحا خفيفا في رأسه. كبر هشام بلقاس وترعرع في مدينة لعيون، حيث لا تزال أسرته تعيش إلى اليوم، غير أن أصوله تعود إلى مدينة تاوريرت، حيث من المفترض أن جثمانه ووري الثرى بهذه المدينة الصغيرة أمس الاثنين بعد صلاة الظهر. وكان هشام يعيش في مدينة مراكش، حيث يدرس في جامعة القاضي عياض. تقول المخرجة بشرى إيجورك التي أخرجت لقناة «الجزيرة الوثائقية» فيلما عن حركة الراب الحالية بالمغرب بعنوان «الثوار الجدد»: «لقد عرفت هشام بلقاس دي دجي لفناير عن قرب أثناء تصوير فيلمي الأخير عن الراب، كان شابا مهذبا ووسيما، وكان متواضعا» تقول بشرى بتأثر وهي لا تزال تحت وقع الخبر الصدمة» لقد كان يحرص على حضور جميع أيام تصويري مع فناير، وكان متواضعا وخجولا، يحرص على أن يترك الكلمة لأصدقائه وأن يجعلهم يسيروا أمامه ويسير على بعد خطوة منهم، كان يحب أن يعمل في الظل». وأضافت إيجورك: «أكثر شيء كان يعجبني في المرحوم هشام أنه كان يحرص على الجمع بين دراسته الجامعية وبين العمل في الموسيقى». بدأ هشام العمل مع مجموعة فناير قبل حوالي ست سنوات، وكان يعمل مع المجموعة كدي دجي حتى قبل أن ينسحب الدي دجي السابق للمجموعة» دي دجي فان». وحسب تصريح أشرف، عضو مجموعة فناير، فإن هشام بلقاس كان متفان في عمله وكان يحب الموسيقى كثيرا، وكان صاحب ذوق رفيع، يدلي برأيه في الألحان وفي الكلمات حتى وإن لم يشارك في كتابتها. وكان آخر حفلين شارك فيهما هشام مع مجموعته فناير هو حفل ملتقى محمد السادس لألعاب القوى الذي أحيته المجموعة يوم السبت الماضي. وكان من المنتظر أن يشارك مع فناير في جولة أخرى في عدد من دول العالم غير أن يد الموت لم تمهله. فرحم الله هشام وألهم أصدقاءه وأسرته الصبر الجميل.