خرج سكان 80 دوارا من قبيلة اكرمزداتن، جماعة وقيادة إسكاون دائرة تاليوين بإقليم تارودانت عن صمتها وقررت الاحتجاج أمام العمالة ضد العزلة والتهميش الذي طالها لسنوات خلت، فقد كشف مجموعة من سكان هذه الدواوير حجم المعاناة التي يتكبدونها للحصول على مؤونتهم الغذائية، فأقرب سوق، حسبهم، يتطلب قطع أزيد من 30 كلم واستعمال أكثر من دابة في طرق غير معبدة لنقل مشترياتهم من الدقيق والسكر والغاز والخضر والمواد العلفية. ووفق تصريحات أفراد هذه القبيلة، الذين زاروا مقر «المساء»، فإن هذه الدواوير ظلت معزولة عن العالم الخارجي لأكثر من خمسين سنة وتتجرع ظروفا حياتية جد صعبة في غياب أي التفاتة حكومية لفك العزلة عنها. وسردت المصادر ذاتها قصص نساء حوامل قضيت نحبهن بسبب غياب مستشفى أو دور للولادة، ومن تجليات العزلة القاسية التي تعيشها ساكنة هذه الدواوير، التي أوضحت أنها لم تجد من يدافع عنها في قبة البرلمان، غياب القوافل الطبية والإنسانية التي تقدم المساعدات لآلاف السكان الذين حاصرتهم الوديان بسبب التساقطات المطرية الأخيرة، وحتى الأبقار والمواشي، يضيف السكان، بمجرد إصابتها بمرض خطير وظهور علامات التعفن، غالبا ما تموت بسرعة في ظل غياب طبيب بيطري وانعدام الأدوية حيث تقتصر حملات التلقيح على الدواوير القريبة من الطرق المعبدة. كما سرد السكان معاناتهم مع ارتفاع منسوب المياه في حالة التساقطات، إذ تنقطع الدراسة وتتزايد حاجياتهم الغذائية في ظل انقطاع الطرق وصعوبة الوصول إلى الأسواق الأسبوعية، بحيث إن الوديان تفرض حصارا على الساكنة. وطالب السكان في رسالة خطية المسؤولين بالحكومة بزيارة ميدانية إلى هذه المنطقة «المنسية» بإنجاز الطرق وتعبيدها وبناء القناطر لمساعدتهم على قضاء أغراضهم ومساعدة أبنائهم على الدراسة، فالغالبية، يقول السكان، انقطعوا عن الدراسة بسبب بعد المدارس وغياب التواصل، فلا وجود لشبكة اتصالات هاتفية ولا معلوماتية، مؤكدين أنهم دائما يتلقون وعودا بإخراج المنطقة من عزلتها من قبل نواب المنطقة ومنتخبيها لكن دون جدوى .